رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

يبدو أننا والله أعلم سوف نظل على اتهامنا للحكومة بالفشل مع كل مرة تسقط فيها الأمطار لسنوات طويلة، وربما سنجلس ونشير إلى الكوارث التى تشهدها الشوارع، وندد بالحالة المتردية التى تبدو عليها، برك مياه، ارتباك حالة المرور، احتباس أولادنا فى باصات المدارس، وصول المياه إلى المحلات والبيوت فى بعض المدن، وبعد أن نشجب وندد ونسب ونلعن، يخرج علينا بعض المسئولين ويقسم عدم تكرار هذه الصورة، وأن الحكومة سوف تقوم بتجهيز الشوارع واعدادها لتصريف المياه، إما بحفر بعض البلاعات فى مناطق تجمع المياه أو بإنشاء شبكات صرف أو بإعادة تسوية الشوارع، وتمر الأيام والشهور ويدخل فصل الشتاء، وتسقط الأمطار وتتراكم المياه، وتغرق الشوارع، وترتبك حالة المرور، ويحبس أطفالنا فى سيارات المدارس، وتدخل مياه الأمطار المحلات والمنازل فى بعض المدن، ويفشل المواطنون فى العودة إلى منازلهم، ويضطر البعض إلى السير على قدميه عشرات كيلو المترات، وتنقل لنا الفضائيات صور عمال النظافة يقفون وسط المياه والمطر بدون ألبسة وأحذية واقية يدفعون وهم يرتجفون المياه بمقشات جريد، وزملاء لهم يحاولون شفط المياه بالسيارات، وضباط وأمناء أو أفراد شرطة يقفون وسط المياه يحاولون بقدر المتاح فض الاشتباك وتسيير الحركة المستحيلة بسبب تحول الشوارع إلى برك مياه.

بالأمس تكرر المشهد المؤسف بجميع تفاصيله، والذى يعود إلى أرشيف الصحف والفضائيات والمواقع الخبرية ويستدعى ما كتب وقيل العام الماضى أو العام قبل الماضى، سيجد ان الصورة لم تتغير، والمأساة نفسها، والتصريحات بعينها، كأن الزمن لم يتغير، وهو ما يجعلنا نتساءل: وماذا بعد؟ وبالعامية: وبعدين؟ هل يعقل أن يصل الحال بدولة إلى هذا الحد المتردى مع كل مرة تسقط فيها الأمطار؟ هل يعقل أن يتكرر المشهد المؤسف كل عام؟

المضحك أن الحكومة لكى تبرر فشلها وقلة حيلتها تستدعى بعض المشاهد المتردية فى بعض البلدان وتوزعها على الفضائيات وترميها على مواقع التواصل، وتؤكد أن هذا المشهد ليس بدعة ويقع فى أغلب البلدان، وتتناسى الحكومة أن هذه البلدان بعد وقوع حكوماتها فى هذه المأساة تخطط وتعمل على عدم تكرار المشهد احتراما لنفسها وللمواطن وللوطن، كما تتناسى الحكومة أن هذه المشاهد التى تستدعيها من بعض البلدان هى لأحياء بعينها فى مدن صغيرة، وليست لعاصمة البلاد.

استدراك: رجاء أن تؤرشفوا هذا المقال وتحتفظوا به للعام القادم، ستسقط الأمطار وسيتكرر المشهد، وسنسمع ونقرأ التصريحات نفسها، وستشاهد الحكومة تواجه البرك بمقشة جريد وعربة شفط.

 

[email protected]