رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

نحن لا نعرف نظرية «الاستفادة الكاملة» مما تحت أيدينا تماماً كما لجأنا للتخلص من مخلفات الصرف الزراعى والصناعى، لجأنا ـ إما إلى إلقائها فى البحر المتوسط شمالاً أو رميها فى البحيرات الشمالية، وظهرت هذه الجريمة الكاملة عندما أخذنا نلقى بمياه الصرف الصحى دون أى علاج فى بحيرة المنزلة.. أو البرلس.. أو مريوط حتى قتلناها.. وكما ألقينا مجارى الإسماعيلية فى بحيرة التمساح حتى قتلنا أفضل ما فيها وهو سمك السهيلى «أحلى» أسماك العائلة البورية، إلى أن أنقذها الدكتور أحمد جويلى، عندما كان محافظاً للإسماعيلية، وتماماً كما ألقينا مجارى مدينة دمياط فى مجرى النيل ـ من سد فارسكور إلى رأس البر أيام كان المهندس عصام راضى محافظاً لدمياط. وكان الدمايطة يبتهلون إلى الله ألا تهب الرياح فتتحرك مياه النيل «المالحة» بما فيها من مجارٍ لتؤذى الدمايطة.. والسبب أيامها نقص الاعتمادات اللازمة لمشروعات معالجة المجارى.

المهم أصاب وباء التخلص من المخلفات الزراعية والصحية والصناعية بحيرة المنزلة فى مقتل وبالذات عندما عجزنا عن معالجة مجارى القاهرة، ولم نجد إلا أسلوب التخلص منها.. برميها فى بحيرة المنزلة وأبشعها مصرف بحر البقر ومياه المجارى بمصرف زنين وناهيا.. وهكذا قتلنا البحيرة التى كان بها 360 نوعاً من أفضل الأسماك.. ولم يعد بها إلا أقل القليل من البلطى والقراميط.. وهو نفس ما حدث مع بحيرة قارون التى كانت تزود القاهرة بأفضل أنواع البورى!!

وليست فقط أسماك المنزلة «ثلث إنتاجنا من الأسماك زمان» بل قتلناها.. وهى التى كانت أكبر مزرعة لتربية الجاموس والأبقار فوق الجزر المنتشرة فى مسطح البحيرة.. وكانت تتغذى على الأعشاب والبوص ونباتات السمار والبردى.. تغذية طبيعية.. كان «الأعراب» وهم أغلبية سكان هذه الجزر «وهى بالمئات» يدفعون إلى هذ هالجزر كميات من الأبقار اللبانى لترعى طبيعياً.. تحت حراسة عدد قليل من السكان.. ويحافظون عليها حتى تكبر وتصل إلى سن الذبح.

وإذا كان برنامج إنقاذ المنزلة نجح حتى الآن فى إزالة ورفع 30 مليون متر مكعب من الرواسب الضارة من قاع البحيرة لتعميقها لزيادة ارتفاع منسوب المياه لنسمح بزيادة فرص تنمية الأسماك وفى الطريق كراكات أخرى للإسراع بعملية تكريك قاع البحيرة مع إنشاء مشروعات عملاقة لمعالجة مياه الصرف مهما كانت نوعيته.. كل ذلك يسمح بعودة الأنواع الممتازة من الأسماك البحرية من البحر المتوسط، والأهم: لماذا لا يتضمن مشروع إحياء المنزلة، تحويلها إلى أكبر مزرعة للحوم الحمراء التى تسهم فى توفيرها.. ونقلل من استيرادها.

< لقد="" كانت="" سعادتى="" غامرة="" وأنا="" أمر="" بالطريق="" من="" جنوب="" بورسعيد="" إلى="" مدينة="" دمياط="" بأن="" شاهدت="" اللون="" الأزرق="" يعود="" إلى="" مياه="" البحيرة..="" وهذا="" يدل="" على="" نقاوة="" المياه..="" بعد="" الجهود="" الجبارة="" الجارية="" حتى="">

المنزلة هى الكنز الغذائى لنا من الأسماك وأيضاً من اللحوم، فلماذا لا ننظر إليها هكذا؟!