رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الورد الأحمر والأبيض فتَّح فى استاد محمد بن زايد بالعاصمة الإماراتية أبوظبى الذى استضاف قمة السوبر المصرى بين قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك مساء الخميس، ابتسمت القمة للزمالك، كما ابتسم له شهر فبراير وتحول إلى فبراير الأبيض، بعد أن حصد الزمالك بطولتين فى أسبوع واحد.

طبيعة مباريات الكئوس لابد من فائز فيها وخاسر، لكن الفائز الحقيقى فى مباراة الأهلى والزمالك باستاد محمد بن زايد هو العلاقات الممتازة بين مصر وشقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة والممتدة على مر العصور، ولا ينسى أبناء زايد وصية الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات لهم بمصر، وعبرت استضافة الإمارات للقمة المصرية فى استاد ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عن دفء العلاقات بين البلدين، فامتلأ الاستاد بالأعلام المصرية والإماراتية، وعزفت الموسيقى قبل بداية المباراة النشيد الوطنى لمصر والنشيد الوطنى لدولة الإمارات، واكتظ الاستاد بصور الرئيس عبدالفتاح السيسى وصور شقيقه الشيخ محمد بن زايد، وكشف التنظيم الجيد للمباراة واستيعاب وراحة جمهور الفريقين فى المدرجات عن حفاوة الإمارات بالشعب المصرى، فى الوقت الذى يقابل المصريون أشقاءهم بنفس الود والمحبة.

المباراة بين القطبين المصريين كانت على أرض الملعب قمة اسماً وليست فعلاً، ونحمد الله أنها مرت بسلام بسبب توتر العلاقة بين الفريقين على مستوى اللاعبين والإداريين، ومازالت الأزمة مستمرة بسبب مباراة الاثنين التى ستجمع الفريقين فى الدورى العام، سبب الأزمة أن الفريقين مرتبطان بمباراتين إفريقيتين، الأهلى مع صن داونز والزمالك مع الترجى، الزمالك يطلب تأجيل قمة الدورى، والأهلى يترقب، واتحاد الكرة متردد.

هذا الارتباك الإدارى وراء العك الكروى فى ملاعبنا، ووراء عدم عودة الجماهير للمدرجات، واضح أن اتحاد الكرة لا يتابع ما يحدث فى الخارج، فأضرب له مثلاً بالدورى الإنجليزى الذى تقام مبارياته من خلال جدول لا يقبل التعديل، ولا تدخل فيه لغة المصالح والمجاملات، لأن مجاملة ليفربول ومانشيستر سيتى مثلاً تعنى ظلم باقى الفرق، وبالمثل لو وضعنا جدول الدورى فى مصر على مقاس الأهلى أو الزمالك فسوف نظلم باقى الفرق.

بلاش دلع، واعملوا حاجة صح ولو مرة واحدة، وطبقوها قاعدة على الجميع، الزمالك يريد فرض كلمته والأهلى كذلك، واتحاد الكرة لا حول له ولا قوة، لقد شاهدت عمرو الجناينى رئيس اتحاد الكرة المصرى يتحدث قبل مباراة القمة فى أبوظبى عن أدق التفاصيل التى وفرتها أبوظبى لنجاح مباراة القمة، كما تحدث عن التنظيم داخل الاستاد وجلوس جماهير فريقى الأهلى والزمالك فى المدرجات متجاورين يشجع، كل منهم فريقه، وأود أن أسأله: أين الجماهير المصرية فى الملاعب المصرية، أعتقد أن العيب ليس فى الجماهير، والعيب فى الإدارة إذا كانت تخشى سلوك الجماهير غير المنضبط.

كرة القدم ليست للمتعة فقط، ولكنها اقتصاد وسياسة وعلاقات دولية، ويؤكد ذلك الأرقام الفلكية لأسعار اللاعبين الذين تحول بعضهم إلى بنوك تتحرك على الأرض، واللاعب فى بعض الأندية الأوروبية كيان يشبه شركة عالمية، الواجب أن يتحرك اتحاد الكرة المصرى ويفرض كلمته، الرياضة يجب ألا تكون أهلى وزمالك فقط رغم شعبيتهما الجارفة.

مبروك للزمالك السوبر الثانى، ولكن مباراة السوبر المصرى خلت من اللعب والفن والهندسة، واتكهربت فى الملعب، وربنا ستر، الحسنة الوحيدة فى اللقاء هى الجماهير التى كانت فى استاد بن زايد، فهى بطل المباراة.