رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

ماذا لو أصبحت المدارس 4 أيام فقط فى الأسبوع؟!. هل تفضلها مثلاً من الأحد إلى الأربعاء أم من الاثنين إلى الخميس؟!

أرى السعادة تغمر الطفل «سعيد» الذى يحلم بعطلة مدرسية عاجلة، بحثاً عن فرصة لممارسة هواية يُفضِّلها، أو لزيارة مكان يُحبّه.. «سعيد» فى كل الأحوال لا يريد الاستيقاظ من نومه مبكراً كل يوم ولمدة خمسة أو ستة أيام فى الأسبوع!. (الأطفال يشبهون بعضهم فى أى نقطة من هذا العالم)!

لكننى قد أرى فى الوقت ذاته مشاعر القلق تسيطر على «أم سعيد» التى تتعجب من السؤال؛ وربما تناجى نفسها بصوت مسموع: «أتحمّل بالكاد ما يفعله سعيد وإخوته فى البيت خلال العطلة الأسبوعية.. أعان الله الأمهات مع ٣ أيام كاملة من العطلة الأسبوعية».

وأنت تقرأ هذا المقال، يوجد 560 مقاطعة فى 25 ولاية أمريكية تعتمد مدارسها نظام الدراسة لأربعة أيام فى الأسبوع.. وتعد ولاية كولورادو واحدة من أكثر الولايات الأمريكية تطبيقاً للفكرة فى نصف مدارسها، ويستفيد من الفكرة حوالى 13% من الطلبة!

لكن، ماذا استفادت مقاطعات ولاية كولورادو من تقليص عدد أيام الدراسة أسبوعياً؟

فى البداية، لا توجد أدلة أو دراسات تؤكد أو تنفى وجود انعكاسات واضحة على نتائج الطلبة ومستوياتهم الأكاديمية جرّاء تخفيض عدد أيام الدراسة أسبوعياً..  بعض الدراسات رصدت تحسناً ملموساً فى أداء الطلبة فى مادة الرياضيات، فى مقابل دراسة أخرى رصدت تراجع أداء الطلبة فى الأسر الأقل دخلاً، والطلبة أصحاب الاحتياجات الخاصة، بل ذهبت هذه الدراسة إلى زيادة معدل حالات توقيف الأحداث فى هذه المقاطعات بنسبة 73%!

على الجانب الآخر، أصبح أمام الطلبة وأسرهم فرصة للبقاء معاً والاستمتاع معاً، خصوصاً للأُسر التى لا تستطيع منح الرعاية الكافية لأطفالها مع نظام الدراسة لخمسة أيام أسبوعياً، كما تم رصد تحقيق ترشيد فى النفقات بنسب متفاوتة، ما أوجد الفرصة لإعادة استثمار هذه الأموال فى استقطاب معلمين جدد فى المناطق الأكثر احتياجاً.

العائلات نفسها حقَّقت وفرة فى النفقات، فبالإضافة إلى انخفاض تكلفة المواصلات والخدمات الحكومية، نظراً لعدم استخدام الموارد والمبانى والمنشآت لثلاثة أيام أسبوعياً، فقد شجعت الفكرة على استعانة المدارس نفسها بموظفين ومعلمين بدوام جزئى!

ماذا لو أصبحت أيام الدراسة من الأحد إلى الأربعاء؟!.. هل ستتراجع جودة التعليم أم ستزدهر؟.. وتُرى، أين سيذهب الطلبة هذا المساء؟!

الخلاصة: لا يمتلك أحد الإجابة الصحيحة، لكن يبدو أن العالم على يقين اليوم بأن نموذجاً واحداً من التعليم لم ولن يعد بإمكانه منفرداً تلبية احتياجات مختلفة وتوقعات كبيرة وأحلام تتخطى الحواجز وتكسر المألوف!

فقط اسأل الجيل الجديد، وسوف تندهش- بما لا تتوقعه أو تحلم به!

نبدأ من الأول!

[email protected]