عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سعدت كثيرا بنبأ قصر الدعم الغذائى (التموين) على طفلين فقط، فقد سبق لى أن طالبت منذ سنوات بضرورة رفع الدعم عن أمور كثيرة، أولها مجانية التعليم التى لا وجود لها أصلا – فضلا عن الأمور الأخرى كالمحروقات والمواصلات - فكما نعلم أن جميع الأسر المصرية الغنى منها والفقير، تتحمل مصاريف باهظة فى تعليم أبنائها، ولكن بدلا أن تحصل عليها الحكومة، تخرج فى صورة الدروس الخصوصية.

لقد استجابت الحكومة – مشكورة - لرفع الدعم عن المحروقات تدريجيا، كالبنزين ومشتقاته، والغاز والبوتاجاز. فقد وصل بنا الأمر أن ثمن زجاجة المياه يزيد على سعر لتر البنزين، فهل هذا معقول!! بالفعل رفعت الحكومة الدعم عن المحروقات، وتقبل شعبنا هذا الأمر، رغم ما ترتب عليه من زيادة فى أسعار السلع والخدمات، لكنه وإيمانا منه بأن الدولة ستخصص قيمة هذا الدعم فى سد الثغرات التى حدثت فى حياتنا نتيجة الحروب التى أقحمنا أنفسنا فيها من قبل، فأغرقتنا فى بحور الديون.

وبعد رفع الدعم عن المحروقات، توجهت الحكومة رفع الدعم تدريجيا عن الكهرباء ثم المياه، وتقبل الشعب - مشكورا - هذه الزيادة فى الأسعار، بعد أن رأى بعينه التقدم الذى حققته الدولة فى الفترة القليلة الماضية. وأخيرا توجهت الحكومة، إلى قصر الدعم الغذائى (التموين) على طفلين فقط، بحيث تشمل بطاقة التموين أربعة أفراد فقط، هم الأب والأم وطفلان أو أى شخص آخر معال فى الأسرة. كل هذا بهدف حث الشعب - خاصة محدود الدخل - على الحد من الإفراط فى الإنجاب، حتى يتمكن من مواجهة التزامات الحياة.

بقى للحكومة أن تنظر بعين الجد لما يسمى مجانية التعليم قولا وعملا، فلا توجد على أرض الواقع مجانية تعليم أصلا، فكل ما يحدث حاليا أن الأسرة المصرية تتحمل مصاريف التعليم، ولكن بدلا من أن تحصل عليها الحكومة ينفقها أولياء الأمور فى صورة الدروس الخصوصية، فلا توجد أسرة لا تستعين بالدروس الخصوصية، أليس من الأصوب أن توجه مصاريف الدروس الخصوصية إلى خزينة الدولة حتى تعود على أبنائنا فى المستقبل فى صورة تحسين ورفع مستوى التعليم فى مصر بحيث تقدم الدولة تعليما حقيقيا فى المدارس؟؟

فى تقديرى أن أهم شيء لرفع مستوى التعليم هو المدرس نفسه فإذا كان لدينا مدرس على مستوى عال من العلم والخلق، لا شك سوف يحصل أبناؤنا على التعليم المناسب والتربية الصحيحة، دون مساعدة فى الدروس الخصوصية أو على الأقل الحد منها، أما أن نترك الحال على ما هو عليه فنحن حقيقة نضحك على أنفسنا، وندعى كذبا أن لدينا مجانية تعليم، خاصة بعد أن وصل عدد الطلاب فى الفصل الواحد ما يزيد عالى مائة طالب، فكيف للمدرس أن يقدم العلم لمثل هذا العدد؟؟ مشاكل عديدة حطت علينا بسبب مجانية التعليم، ولا بد لنا أن نجد لها حلا.

لقد سبق لى – أيضا – أن كتبت كثيرا عن هذه المشكلة واقترحت أن تكون المجانية مقصورة على المراحل الأولى فقط، وبعد ذلك تكون المجانية للمتفوقين من أبنائنا، حتى دخول الجامعات تكون بالمجان للمتفوقين فقط، فهذه الطريقة سنحث الطلاب وأولياء أمورهم على أن يحسنوا مذاكرتهم، كى يحصلوا على درجات تسمح له بالتعليم المجاني. قصر مجانية التعليم على المتفوقين سيكون له أثر كبير فى رفع مستوى التعليم، وسيكون له أثر أكبر فى الحد من الإنجاب، وخاصة فى الطبقات الفقيرة محدودة الدخل والعلم والثقافة.

إن سوء الخدمات التى تقدمها الحكومة للشعب، سبب ما تتحمله من دعم، سواء فى صورة الخدمات الصحية أو التعليمية أو المواصلات أو الطرق وما الى ذلك من باقى الخدمات الأخرى. لابد أن تعيد الحكومة النظر فى كافة الخدمات المقدمة للناس، وأن تحاول رفع الدعم عنها تدريجيا حتى تحسن من الخدمة المقدمة للشعب، مثلنا مثل كافة الدول المتقدمة، فالفارق كبير بين الخدمات التى تقدم للشعب المصرى والخدمات التى تقدم للشعوب المتقدمة، كل ذلك بسبب الدعم الذى تتحمله الدولة، وبطبيعة الحال فإن زيادة النسل بالإضافة إلى الدعم يجعل الحكومة تتحمل على كاهلها أثقالا فوق طاقتها يصعب معها تقديم الخدمة بالكفاءة المطلوبة.

إذا أأردنا أن نتقدم كغيرنا من الدول،لابد للشعب أن يجتهد ويعمل بجد وكفاءة، حتى نعود كما كنا من قبل. فالأخلاق والتعليم قد اندثرا تماما واستبدلناهما بالإهمال والتسيب واللامبالاة، كل هذه الأمور لها تأثير كبير على تقدم البلاد، فالدولة وحدها لن تستطيع فعل كل شيء، بل علينا جميعا أن نعمل ونجتهد حتى نحسن من دخلنا وحال أسرتنا، وفى نفس الوقت نقدم للحكومة ما نستطيع، حتى تتمكن بدورها أن تقدم لنا الخدمات يرجع سببه إلى الدعم أيضا التى نطالب بها.

وتحيا مصر.