رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

 

مرة أخرى نجد أنفسنا مضطرين للتأكيد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يكون راضيا أبدا عن أية حملات هجوم إعلامي شرس يشنها بعض الموتورين والانتهازيين والمتسلقين والمتمسحين بالسلطة .. ضد الأزهر الشريف .. نحن نثق في أن الرئيس لا يرضيه أبدًا أي محاولة للنيل من مكانة الأزهر أوالتطاول على علمائه الأجلاء .. وقد عهدناه حريصا على إعلاء هذه المكانة .. حاميًا لها.

 

< نقول="">

بمناسبة الحملة الجائرة التي يتعرض لها الآن شيخ الأزهر.. على خلفية ما دار من سجال علمي وفكري بينه وبين الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة حول «تجديد الخطاب الديني» خلال مؤتمر الأزهر الأخير.

وهو نفس ما حدث أيضًا في نوفمبر من عام 2018 من محاولات لإشعال فتنة بين الأزهر والدولة بعد الكلمة التي ألقى بها شيخ الأزهر في الاحتفال بذكرى مولد الرسول.. بحضور رئيس الجمهورية.. محذرًا من «الصيحات التي دأبت على التشكيك في قيمة السنة النبوية وفي ثبوتها وحجيتها، والطعن في رواتها».. بعد أن ألقى الرئيس كلمة حذر فيها من أن «بيننا من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم نبينا الكريم، فأخطأ الفهم وأساء التفسير، وهجر الوسطية والاعتدال، منحرفاً عن تعاليم الشريعة السمحة ليتبع آراء جامحة ورؤى متطرفة».

يومها تصور البعض أن الشيخ كان يرد على خطاب الرئيس.. وحدث ما حدث.. ورفضناه مثلما تحفظنا على أنه ما كان ينبغي للشيخ الجليل أن يركز خطابه على هذه المسألة «الفقهية» التي نرى أن مكانها الصحيح هو مجالس العلم ومنابر العلماء.. وليس خطابًا عامًا في مناسبة احتفالية رسمية..  كما نبهنا إلى ما يرتكبه البعض من خطأ فادح بتصور أن «كل» دعوة إلى تنقيح وتصحيح الخطاب الديني وتجديد التراث.. تعني بالضرورة التشكيك في السنة وإنكار حجيتها.. وصولاً الى المطالبة باستبعادها من دائرة التشريع والأحكام.. فهذا «تعميم» غير صحيح مطلقًا.

 

< ونعود="">

لنحذر من خطورة أن يغيب عن بعض «أهل الدين» أو «المؤسسات الدينية».. أن المجتمع يعاني مشكلة حقيقية بسبب استغلال الدين وتحريف مفاهيمه وخطابه.. وتطويعهما سياسيًا من أجل تحقيق أغراض فئة خبيثة من المضللين والمرتزقة والتجار والخونة والعملاء.. ونحذر كذلك من أن تتحول فكرة تجديد الخطاب الديني الى شعار فارغ المضمون يتشدق به فئة قليلة من «أهل الدين» و"أهل العلم" في المجالس والمؤتمرات والاحتفاليات دون وجود آليات حقيقية لهذا التجديد.. بينما تظل مناهج العلوم الدينية بالجامعات والمدارس .. وبخاصة الأزهرية منها.. وكذلك خطابات بعض الأئمة على منابر المساجد.. على نفس حالها.. إذ تشكل مفارخ وحاضنات للفكر المتطرف والإرهابي المنحرف.. فتلك مصيبة عظمى.

إن الخطاب الديني الذي ندعو إلى تجديده في إطار الحرب ضد الإرهاب .. لا ينفصل عن تجديد الفكر الديني نفسه.. ولذلك لم يتغير أو يتجدد الخطاب الديني حتى الآن رغم كل ما يبذل من جهود لذلك .. لأن أحدًا لم يجرؤ على الاقتراب من منطقة تجديد الفكر.. الذي أصابه التشوه والغلو والعطب على أيدي سماسرة السياسة وتجار الدين وأنصاف الجهلاء من «أصحاب العمامات المستأجرة» في فضائيات الفتنة والتطرف.. لكن لا أحد يريد التصريح بذلك خشية أن يفتح هؤلاء «نار جهنم» أمامه ويرمونه بالكفر والزندقة والتآمر على الدين .. ومحاولة تغيير ثوابته!!.

 

<>

هناك خلط واضح نظن أنه مقصود في تحديد مفاهيم المصطلحات الخاصة بهذه القضية الحساسة والشائكة.. خلط بين مفاهيم «التراث» و»العقيدة» و»أصول الدين» و»الفكر الديني» و»الخطاب الديني».. وهذه مسألة كبرى لا يدركها الغوغاء.. ولا ينبغي الخوض فيها إلا للعلماء.

 وللأسف.. الأزهر الشريف وإمامه الأكبر يدفعان ثمن هذا الخلط في المفاهيم .. ويتعرضان بسببه لحملات إعلامية شرسة من بعض «طبالين الزفة» في قنوات إعلام البيزنس .. الذين يظنون أنهم بذلك يضبطون قنواتهم على «حيز تردد الدولة».. فنراهم يوجهون سهام الاتهامات للأزهر ذاته بالتطرف والأخونة والاختراق والفشل.. ويختزلون ذلك لغرض خبيث في نفوسهم في الدعوة الى رحيل ـ أو ترحيل ـ الشيخ الجليل .. وهو الذي لا ننسى له مواقفه التاريخية المشرفة في التصدي لتنظيم الإخوان الإرهابي ومؤامرته لاختطاف الدولة المصرية.. ولا ننسى أيضا كلماته البليغة ورسالته المدوية التي أطلقها خلال مؤتمر الأزهر العالمي للسلام الذي عُقد عام 2017 بحضور بابا الفاتيكان.. حول ضرورة « تنقِية صُورة الأديان مِمَّا عَلِقَ بها من فهومٍ مغلوطةٍ، وتطبيقاتٍ مغشوشةٍ وتديُّنٍ كاذبٍ يُؤجِّجُ الصِّراعَ ويبث الكراهية ويبعث على العُنف.. وألَّا نُحاكِم الأديان بجرائمِ قِلَّةٍ عابثةٍ من المؤمنين بهذا الدِّين أو ذاك».

•• هذا هو الأزهر.. له ما له وعليه ما عليه.. وليصمت الغوغاء والدهماء والرعاع ممن يثرثرون ويخوضون في قضايا الدين بغير علم وبغير حق.