عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


علي مدار سنوات عديدة من التعليم دائماً ما كنت أتساءل عن الهدف؛ لما الذهاب إلي المدرسة ثم الجامعة؟ وحضور المحاضرات؟ وقراءة الكتب؟ ولما الحرص علي دخول الاختبارات نهاية كل فصل دراسي؟ ولما انتظار نتيجة الاختبارات بفارغ الصبر؟ ماذا بعد؟
مرت السنوات وتخرجت من الجامعة، ولأول مرة أضطر للتحرك خارج محافظتي، والسفر إلي محافظة القاهرة لاستكمال دراستي والحصول علي درجتي الماجستير والدكتوراه من كلية الإعلام، وأعود كي أعمل بمهنة التدريس بقسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة المنصورة.
ومع أول محاضرة أدخل بها للطلاب بدأ الهدف يتضح في ذهني وأشعر أن لي رسالة، فقد عدت إلي جامعة المنصورة ومعي إجابة للسؤال الذي كان يدور في رأسي طوال رحلة التعليم، وأصبح لي هدف واضح ترسخ خلال فترة تدريسي بالجامعة، عدت لأثبت أن احترام الطالب لأستاذه عندما يكون مبنياً علي الحب والتقدير أفضل كثيراً من الاحترام المبني علي الخوف.
لقد تعودنا طوال رحلة التعليم أن الطالب يجب أن يحترم أستاذه خوفا من العقاب، وحجم المقرر الدراسي، ومستوي سهولة الامتحان، والدرجات التي يحصل عليها في كل مادة، فلا تكون المحصلة النهائية لهذا الخوف إلا إنسان بلا عقل وبلا حياة، وتكون النتيجة شباب لم يعيشوا مرحلة شبابهم التي من المفترض أن يتعرفوا من خلالها علي مفردات المجتمع.
    أما علي المستوي الإنساني فقد تعودنا أنه من غير المقبول أن يقترب الأستاذ من طلابه ليشاركهم أحلامهم وطموحاتهم، ويسمع منهم مشاكلهم ويساهم في حلها، ويتفاعل معهم اجتماعيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي مواقف الحياة اليومية، فيكون التملق فقط هو سبيل الطالب للوصول إلي أستاذه.
ومن هنا كان الخيط الرفيع الذي نسجت به هدفي ورسالتي في الحياة، ذلك الخيط المغزول من المشاعر الإنسانية والإحساس بالطالب الجامعي كشاب في مقتبل عمره من المفترض أن يعيش أجمل مراحل حياته، وله الحق في أن توفر له كل سبل الاطمئنان، فالأستاذ أب وصديق لطلابه، داعم لهم، مستمع جيد لهم، معاونا لهم في مواجة مشاكلهم، مرشدهم في معترك الحياة.
وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي "جان جاك روسو" إذ يري أن نجاح الأستاذ يتوقف علي قدرته في جعل حياة طلابه شائقة وجذابة .