عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

على الرغم من أن طلب وقف إطلاق النار من حكومة السراج وبوساطة روسية قد يكون مناورة مغرضة من حكومة الوفاق نظرًا لضعف موقفها وفرصة لكى تلتقط أنفاسها وتنظيم صفوف ميليشياتها لأنها أشرفت على الهزيمة وليتم إرسال دعم لها إلا أنه على الرغم من هذا الرأى فقد يكون هناك سؤال  آخر  يتمثل فى: لماذا وافق الجيش الليبى على وقف إطلاق النار فى ليبيا؟ ومن الطرف الرابح والطرف الخاسر من قرار وقف إطلاق النار؟

أولاً الجيش الليبى كان لا بد أن يوافق على القرار لأنه بموافقته على القرار ظهر أمام  العالم أنه يبحث عن الحل السياسى، وأن عملياته العسكرية كانت للتمهيد للعملية السياسية، أما لو أن الجيش الليبى رفض القرار فكان سيؤكد بذلك رواية تركيا وحكومة السراج التى تقول إن الجيش الليبى يفرض أمرًا واقعًا بالقوة، يعنى يمكن القول إن موافقة الجيش الليبى على القرار يعتبر بمثابة قطع للطريق وانتصار سياسى على حكومة السراج وتركيا واللذين كانا يتمنيان أن يرفض الجيش الليبى القرار.

ثانياً بالنسبة للطرف الرابح والطرف الخاسر من قرار وقف إطلاق النار، فبالتأكيد الطرف الرابح هو الجيش الليبى على خلاف ما يعتقد كثير من الناس، لأن لو نظرنا  للوضع عسكرياً قبل انطلاق العملية العسكرية للجيش الليبى وبعد قرار وقف إطلاق النار سنجد إن الجيش الليبى قام من خلال العملية العسكرية الأخيرة بالسيطرة على مدن مهمة مثل مدينة سرت وبعض المناطق اللى لم تكن تحت سيطرته.

وسياسياً ظهر الجيش الليبى بمظهر قوى وأنه يمتلك زمام الأمور، وأنه ليس كما كانت تروج تركيا وحكومة الوفاق طول الوقت بإنه لا يسعى لحل سياسى، وبالتالى موافقة الجيش الليبى على قرار وقف إطلاق النار كشف أمام العالم عن أن الجيش الليبى يسعى لحل سياسى وكل ما يهمه مصلحة البلاد .

أما بالنسبة للطرف الخاسر من القرار فهو بالتأكيد تركيا وحكومة الوفاق لأننا لو نظرنا  للأوضاع سنجد أن حكومة الوفاق خسرت مدنًا ومناطق كثيرة كانت تحت سيطرتها قبل بدء العمليات العسكرية، بالإضافة أنها لم تحقق أى انتصار على الأرض وظهر ضعف قواتها وعدم سيطرتها، أما بالنسبة لتركيا فنفس الشىء بالظبط لأن الداعم للطرف الخاسر يعتبر خاسرًا بالتبعية سواء من الناحية السياسية أو العسكرية.

ومع ذلك لا نستطيع القول إن الحرب انتهت ويمكن اعتبار الموقف تجميد للأوضاع لأن الجيش الليبى علق قرار وقف إطلاق النار على شرط وهو «إذا التزمت الأطراف الأخرى بوقف إطلاق النار» وأتوقع ألا يحدث هذا، ووقتها سيكون من حق الجيش الليبى استئناف العمليات وهو أقوى وتحت يده مدن وقواعد أكبر يقدر ينطلق منها بسهولة لتحرير طرابس. وننتظر ماتسفر عنة الأيام القادمة من مفاجأت واظهار للنوايا ولو أنى أرى انه لا تفاوض ولا وقف لإطلاق النار مع بلطجى مأجور  معتد أثيم لصالح محتل عميل ولكن أحيانًا السياسة تحكم الأمور.