رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

مبروك فضائية نادى الزمالك، ستضيف إلى حالة الحراك الكروى زخماً، الفضائية البيضاء فى حوار صاخب مع الفضائية الحمراء، سنشهد عجباً، الليل وآخره.

هل سيأتى علينا يوما تنطلق فضائية خضراء، فضائية حزبية، أخشى حلم ليلة صيف، الفضائيات صناعة مكلفة، والأحزاب فقيرة ترتجى الله فى دعم الدولة، ولكن يظل حلما، قناة فضائية حزبية تثرى الحياة الحزبية، ترفدها بمدد فضائي، فرصة لو سنحت لأحدثت الحراك السياسى المرتجى.

الحياة الحزبية فى أمس الحاجة إلى فضائية تمدها بأسباب الحياة، إذا كانت المؤتمرات والندوات والملتقيات لا تزال داخل جدران الأحزاب لأسباب تتفهمها الأحزاب الوطنية، فإن فضائية ناطقة بأفكار الحزب ستعوض كثيرا، وتروج لأفكار الحزب، وتصل إلى الشارع السياسى مستمسكة بالعروة الوثقى ومصالح الوطن العليا.

فضائية حزبية تفتح مسام الشارع السياسى، وتخرق الحجب حول النشاطات والفعاليات الحزبية، وتثير حوارًا مطلوبًا للإصلاح السياسى المنشود من قبل القيادة السياسية، نادرًا ما نرى وجوهًا حزبية على الفضائيات الخاصة أو القنوات الحكومية، نصيب الأحزاب من مساحات الظهور محدود، وظهورات على خجل وفى المناسبات الوطنية، إذا دعت الحاجة.

المطلوب ظهورات مكثفة ومخططة وممنهجة ومستدامة، لم يحدث هذا بعد، ولن يحدث فى ظل الحالة الإعلامية الراهنة، لكل فضائية أجندتها الخاصة، وكل قناة حكومية لها حساباتها، الملكية تحدد السياسات التحريرية، والهواء لم يعد متاحا مجانا، كلفة الصناعة رهيبة، لم يعد هناك شيء بالمجان، الهواء له ثمن.

الحل، أقصد الحلم، فى فضائية حزبية تطلق من أحد الأحزاب العريقة، فضائية حزبية بنكهة وطنية، تحيى الموتى، وتبث النشاط، وتنور على الأفكار، وتحتضن برلمان الظل، وحكومة الظل، وتحاور الحكومة على أرضية وطنية، فضائية منبرا شرعيا لأفكار تستبطنها جموع هذه الأحزاب، وتعتنقها قيادات هذه الأحزاب، الأحزاب المصرية غنية بشخوصها وأفكارها لكنها محجوبة عن الشارع.

كلفة الفضائية عائق أكيد، ولكن كلفة احتجاب الحياة الحزبية وراء جدران الأحزاب الضيقة على أفكار لا تسعها الحالة الإعلامية الحالية، كلفتها أفدح على وطن ينعم بالاستقرار السياسى،  الحركة بركة، كما يقولون، والقعود فى المحل لن يقدم جديدًا، ستظل الأحزاب مثل نباتات الظل، شكل جميل فى صالون قشيب، لا تراه إلا أعين أصحاب البيت أو الضيوف، يعجب النظار.

الإصلاح السياسى المنشود يبدأ بالحوار السياسى الموقوف على هبة فضائية هنا أو هناك، وقت مستقطع من شغل الفضائيات ببرامج الطبيخ والسمن البلدى، المساحة التى يتمتع بها «البرنس» صاحب المطعم الشهير لا يتمتع بها كثير من رئاسات الاحزاب، هذا عوار سياسى لا سبيل لإصلاحه إلا بإطلاق الفضائية الحزبية.

سيقول قائل أريب: وماذا عن حزب النور؟ والإجابة، الحديث هنا عن الاحزاب السياسية المدنية، حزب النور حزب دينى على مرجعية سلفية، ولا يغير من طبيعته كونه بات شرعيا بقرصنة الحياة الحزبية بعد 25 يناير، وهناك دعوات وطنية لحله، وستثمر حتما فى يوم قريب.

التحجج بالإمكانات المادية حقيقة واقعية، صحف الأحزاب مدينة للمطابع، وطباعة الصحف الحزبية مهددة، وكلفة الإصدار باتت عبئا، ولكن كيف تصدح الأحزاب بأفكارها، كيف تصل إلى الناس، يبدو الأمر ملتبسا فى نهاية المقال، كيف نحافظ على صدور الصحف، وأنت تطالب بفضائية حزبية؟

الحكى المباح ضرورة للحياة، ويقينى أن أحزاب، ما بعد 30 يونيو تحتاج إلى نفخة فى روحها، الأحزاب تختنق، واستمرارية الحياة الحزبية على هذا الضعف يضعف الحراك السياسى، أخشى مغبة فضاء سياسى رهيب فى الشارع السياسى تامة قطعان الجماعة الإرهابية  فى غيبة كوادر الأحزاب السياسية، الفضاء مغرٍ، وملء الفضاء ضرورة وطنية، أمن قومى بامتياز لو تعلمون.