رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أقول لكم

  لم تتعلم إيران من الدرس اليمني ، فكان لابد أن تواجه بحزم جديد ، علها هذه المرة أن تفهم ، وأن تكبح جماحها قبل دول الخليج العربية ، وتوقف الكوابيس التي تراود قادتها بالتوسع وإعادة إحياء دولة كانت ثم اندثرت ، وهي نسخة محرفه من الكوابيس استعارها خامنئي وخميني من الشاه البهلوي ، وقبلهم بخمسة قرون كان ذلك الصفوي أيضاً يحلم بإمبراطورية تعيد عرش الطاووس الزائل .

 هذه بلاد العرب ، العصية ، المانعة ، والهادمة لبروج الأباطرة والقياصرة ، أرض الرسالات ، وحاضنة الديانات ، الناعمة مثل تراب ربعها الخالي ، والقاسية كما امتدادات تعرجات صحاريها وقمم جبالها ، وهي الناقوس الذي يصم آذان كل الطامعين فيها ، فهي مقبرة الغزاة ومحطمة أحلامهم وأوهامهم .

في الخليج اليوم دول لا ترتجف ، ولا ترتعش ، ولا تتردد في الحفاظ علي مكتسبات شعوبها ،  ومن لم يفهم الرسالة اليمانية عليه قراءة رسالة الإعدام لمن أراد أن يشق صف بلاد الحرمين، وهي مكتوبة بخط جلي ، وبأسلوب سهل ، ومضمونها واضح وضوح الشمس ، إن "نمر النمر" مواطن سعودي ، معمم ، ولكن عمامته لا تمنحه الحصانة قبل شعبه ووطنه ، وقد خرج بإرادته علي الدولة علنا ، شتم وسب وحرض وهدد ، ثم رخص لأتباعه القتل والتدمير وإرهاب الأبرياء الأمنيين المطمئنين ، واستقوي بدولة أجنبية ، ظن أنها قد تحميه أو تبعده عن المساءلة والمحاسبة ، وقد كان مخطئاً ، تماماً كما كان أصحاب العمائم في قم ومشهد وطهران مخطئين ، فالسعودية دولة ذات سيادة ، قرارها في يدها ، وثقتها بنفسها لا لبس فيها ، فكان جزاء من استرخص دماء الناس إهدار دمه ، فمرتكب الجرم يجرم ، والقاتل يقتل .

لم تتلفت السعودية حولها وهى تنفذ القصاص العادل في الذين ارتكبوا الجرائم ، ولم ترتعش يد منفذ الأحكام ، وليس " النمر" سوى أحد أولئك الذين حاربوا الله ورسوله واستباحوا دماء الأبرياء ، واحد من بين 47 مداناً بارتكاب الجرائم ، هو شيعي وغيره سني ، الغالبية كانوا من الجماعات الإرهابية السنية ، وهذا يعنى أنها أحكام جزائية وليست طائفية أو مذهبية ، بلادنا لا تعاقب على الاعتقاد الديني والمذهبي ، إيران هي التي أرادتها أن تخرج بهذه الصورة ، لأنها مذهبية ، وعنصرية ، تختصر البشر والعدل والحق في فئة تعتنق معتقداتها ، فأثارت الغبار ، بتصريحات خارجة على الآداب العامة ، وتفتقر إلى أدنى مبادئ الأخلاق ، من قادتها وأتباع مذهبها في البلاد الأخرى ، هددت وتوعدت ثم سمحت لرعاعها بحرق المقار الدبلوماسية السعودية ، ولم ترتعش السعودية ، ولكنها سحبت دبلوماسييها وقطعت علاقاتها مع إيران ، تصعيد يقابله تصعيد ، ومواجهة يرد عليها بمواجهة ، ونحن لا نختبئ من الأشرار .

 هو درس جديد ، إما أن تتعلم منه إيران أو تستمر في ضلالها ، فإن تعلمت واستفادت توقفت عن ألاعبيها العبثية في المنطقة ، وإن لم تتعلم شيئاً ، ولم تستفد من تجربتي اليمن والنمر فإنها ستواجه خصوماً آلوا علي أنفسهم بان يحموا أرضهم ، ويصونوا أمنهم ، ويحافظوا علي سلامة أبنائهم ، ففي الخليج اليوم إرادة وطنية لن تسمح لأحد العبث بمقدراتها ، وعلي كل من يحلم بإمبراطورية جديدة أن يذهب بعيداً عنا ، ليحقق أحلامه في مكان آخر أو يصحو من كوابيسه ويعود إدراجه إلي إصلاح ما دمر داخل بلاده .