رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

فجأة.. انتشرت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعى، فى العالم العربى والإسلامى، لمقاطعة المنتجات الصينية كرد، لما تردد من اتهامات للصين حول وجود معسكرات لاعتقال واحتجاز المسلمين الإيغور فى إقليم شينجيانج غرب الصين.. وهى تذكرنا بدعوات الاستغاثة التى تم طبخها فى المخابرات الامريكية فى الثمانينات ووزعوها على الدول العربية لإنقاذ المسلمين فى أفغانستان.. وقبضت الجمعيات والجماعات الإسلامية ملايين الدولارات التى تبرع بها فقراء المسلمين وقتها لارسال الآلاف من الشباب للجهاد فى أفغانستان ثم عادوا جميعًا قنابل موقوتة فى كل الدول العربية.. ومازلنا نعانى منها حتى الآن!

ونفس السيناريو يتكرر مرة أخرى، ولكن هذه المرة فى الصين وليست أفغانستان، وايضًا تم اعداد الطبخة المسمومة فى دهاليز البيت الأبيض، فى محاولة من سكان هذا البيت للضغط على الصين فى إطار الحرب التجارية القائمة بين أمريكا والصين.. وهى حرب بين اقتصاديات كبيرة، يعنى نحن المسلمين لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. ولكن كالعادة يتم استخدامنا باسم الإسلام والمسلمين كوقود فى حروب مشتعلة بين مصالح اقتصادية دولية.. ومع الأسف نكون فيها الضحايا عن جهل وعن غباء!

والأمر الذى يثير الشبهة حول هذه الدعوات لمقاطعة المنتجات الصينية، أن الدعوة انطلقت اساسًا من الأراضى الامريكية، وبالطبع ليست جهة حكومية أمريكية، ولكنها من جمعية أو مؤسسة تسمى «حركة الصحوة الوطنية لتركستان الشرقية» التى تتخذ من واشنطن مقرا لها، وتقدم نفسها على أنها منظمة غير ربحية تدافع عن حقوق شعب الإيغور المسلم فى إقليم شينجيانج ذى الغالبية المسلمة، وتؤيد فكرة استقلال هذه المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتى عن الصين.. وهى حركات تتخذها، عادة الجماعات الإرهابية المتطرفة كستار للدفاع عن الإسلام والمسلمين مثل الإخوان والجهاد الإسلامى، وداعش وغيرهم، وتكون لها اجندة أخرى ومدفوعة من وكالات مخابرات اجنبية!

والحقيقة كشفها منذ أيام السفير الصينى فى القاهرة فى مؤتمر صحفى، وأوضح أن وزارة الخارجية الأمريكية أنتجت فيديو تدعى فيه كيفية تعذيب الصين للمسلمين بهدف زيادة متاعب الصين وعرقلة التنمية.. مندهشًا من أن أمريكا التى تعتبر هى الدولة الوحيدة التى حظرت دخول بعض المسلمين إلى أراضيها مؤخرًا، كما شنت الحرب الشرسة التى خلفت آلاف القتلى فى العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا.. تتعاطف وتتباكى الآن على مسلمين فى غرب الصين!

وكان وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، قال مؤخرا إن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء التقارير المتعددة التى تفيد بأن الحكومة الصينية «ضايقت أو سجنت أو احتجزت بشكل تعسفي» أفرادا من نشطاء الإيغور المسلمين والناجين من معسكرات الاعتقال فى شينغيانغ!

عمومًا.. من المؤكد نحن نتعاطف، مع المسلمين وغير المسلمين، الذين يتعرضون للاضطهاد والعنصرية، سواء داخل أمريكا أو الصين أو أى دولة أخرى.. ولكن ذلك لن يكون مبررًا أن ندخل حربًا لا علاقة لنا بها، أو نحارب بدلًا عن جيوش أجنبية.. وتكفينا الحروب الدائرة على أراضينا من أجل مصالح واطماع دول أخرى.. كما سنحارب بالنيابة عن الآخرين فى الصين.. ونسقط فى نفس حفرة أفغانستان أو العراق أو سوريا أو ليبيا مرة أخرى.. يعنى لن نتعلم أبدًا!

[email protected]