رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يتساءل عدد كثير من الناس عن كيفية مراجعة ودراسة تقييم وتحليل آلاف الملايين من المكالمات والمحادثات الجارية كل ساعة في العالم؛ نظرا لما يشاع بأن الهواتف والمكالمات والرسائل مراقبة، وما حجم الكادر الذي يستطيع القيام بهذه المهمة؟ ويمكن الإجابة عنها ببساطة، بأن التكنولوجيات المتطورة الحديثة لها دور أساسي بالتغلب على ترهل الكادر ومتابعة المكالمات من خلال «قاموس الكلمات»  حيث يكون هناك مجموعة كلمات مهمة جنائيا أو سياسيا أو عسكريا مفروزة ضمن هذا القاموس، ولكل جهة نوعية كلمات يجري التعامل بها، فمثلا إن كان الهدف المطلوب مراقبته إسلاميا فهناك معجم من الكلمات التي يتعامل بها الإسلاميون يجب مراقبتها فمثلا كلمة التحية السلام عليكم - إن شاء الله - ما شاء الله وغيرها من كلمات التداول للمسلمين، وغيرها من الكلمات حسب نمط تعامل الهدف واتجاهه السياسي ونوع المهام المكلف بها سواء كان رسميا دولة، أو شبه رسمية منظمات أو أشخاصا.

وهناك عقول إلكترونية ضخمة تقوم بفرز المكالمات التي ترد فيها هذه الكلمات التي سبق واشرنا إليها، في معجم الكلمات ثم يتم تسليمها إلى الكادر الفني المتخصص. وقد قامت المخابرات الألمانية(BND) بتحديث نظام مماثل أطلقت عليه اسم(AUSTIN2) يستطيع التقاط الإشارات اللاسلكية في الهواء؛ حتى وإن كانت الأجهزة النقالة غير مستعملة للتحدث(مغلقة)، وفرز الكلمات الواردة فيها حسب معجم الكلمات الواجب مراقبته، أما وكالة المخابرات الروسية (FSB) فتعمل منذ مدة على مشروع مماثل يدعى مشروع (SORM)، وكذلك الصين يجري فيها نظام التتبع الالكتروني؛ ويقوم بتتبع جميع المخابرات التي تتم عبر الانترنت، ويعزز ذلك نظام تحديد الموقعGBS. وانتشرت عدة وسائل وأساليب للتجسس من خلال أجهزة متطورة صغر حجمها لغرض عدم لفت النظر إليها، وسهولة إخفائها أو زرعها لتحقيق التنصت المطلوب أو التصوير، وتقوم هذه الأجهزة الصغيرة جدا بمهام كبيرة؛ لخدمة تمرير عمليات التجسس بشكل كبير، ومن هذه الأجهزة الميكروفون الليزري الذى يستعمل في عمليات التنصت على المكالمات الجارية في الغرف المغلقة، إذ يتم توجيه أشعة ليزر إلى نافذة من نوافذ تلك الغرفة، ولا تقتصر فعالية هذا الميكروفون الليزر على تسجيل الحوار الدائر في الغرفة، بل يستطيع اقتناص أي أشارة صادرة من أي جهاز الكتروني في تلك الغرفة، وبالتالى تكون الغرفة بالكامل تحت عملية التنصت والتجسس، وهناك جهازTX، و بوجود هذا الجهاز لم تعد هناك ضرورة للمخاطرة وزرع جهاز إرسال صغير داخل هاتف يراد التنصت عليه؛ لأنه يمكن بواسطة هذا الجهاز الدخول إلى خط الهاتف الصغير من بعيد دون أن يشعر احد بذلك، كما يستطيع تحويل الهاتف الموجود في الغرفة إلى جهاز إرسال ينقل جميع المكالمات التي تجري داخلها، حتى لو كان ذلك الهاتف مقفولا.

فهذا الجهاز يستطيع تكبير وتضخيم الذبذبات الضعيفة التي يرسلها الهاتف في حالته الاعتيادية (في حالة عدم استعماله)؛ فيسجل جميع المحادثات الجارية في الغرفة مع غلق الهاتف وعدم استعماله، ولكي يدخل هذا الجهاز إلى أي خط هاتف يكفي إدارة الرقم لذلك الهاتف وعندما يرد يعتذر بالرقم خطأ ليتم كل شيء. ولقد انتشرت الهواتف الخلوية النقالة بعد عام 1990، وكان الاعتقاد السائد يستحيل مراقبتها والتنصت عليها، إلا أن إحدى الشركات الألمانية وهي شركة (Rode&Schwarz) استطاعت تطوير نظام أطلقت عليه اسم(IMSI-Cather) وهو مختصر لمصطلحInternational  Mobil Subscriber  Identity واستطاعت من خلاله التغلب على الصعوبات في رصد واستمكان جميع الإشارات من هذه الهواتف وقلبها إلى مكالمات مسموعة؛ إضافة إلى قدرة تحديد وتعقب موقع الهاتف، حتى وان كان مغلقا بالتماس الحراري مع البطارية الموجودة فيه، وكذلك قدرة تعقب موقع المكالمة بدقة وفي موقعها، وبالتالى لا مجال للهرب من المراقبة وعمليات التجسس.