رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

الرئيس الأمريكى ترامب «جاب من الآخر».. وقالها «على بلاطة»: إن الولايات المتحدة وضعت البترول السورى تحت سيطرتها وبات بمقدورها التصرف به كما تشاء..!!

أى أن كل ما يقال عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.. وعن دور الأمريكان فى الحرب ضد داعش والإرهاب.. وعن أن أمريكا قوة للخير فى الشرق الأوسط» وفقًا لما أتحفنا به وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى خطابه الذى ألقاه من داخل الجامعة الأمريكية بالقاهرة أثناء زيارته لمصر.. هو «كدب فى كدب».

•• الحقيقة

أن ترامب أرسل قواته إلى العراق وسوريا وليبيا ليضع يده على بترول العرب.. يسرقه.. بالبلطجة.. هاهو يعترف بذلك.. ويتم ضبطه متلبسًا بالسرقة.. بينما يقف العالم كله متواطئًا معه.. بل مشارك له فى جريمته.. هو نفسه قال ذلك فى تصريحاته قبيل افتتاح أعمال قمة حلف شمال الأطلسى فى العاصمة البريطانية لندن.. قال ترامب: «لقد حاول داعش حفظ سيطرته على النفط، أما الآن فأصبحنا نحن الذين نسيطر عليه بشكل كامل. وأقول بكل صراحة إننا نتمتع فى هذا الشأن بدعم عدد كبير من الناس المختلفين. وفى حقيقة الأمر، لم يبق فى هذه الأراضى (السورية) من عسكريينا سوى من يحمون النفط الذى صار فى أيدينا ويمكننا أن نفعل به ما نشاء».

ترى من هم هؤلاء «الناس المختلفون» الذين يدعمون جريمة ترامب؟ ويتواطؤون معه أو يشاركونه فى تهريب البترول السورى إلى دول أخرى تحت غطاء شركات عسكرية أمريكية خاصة ووحدات من القوات الخاصة.. وفقًا لما كشفته وزارة الدفاع الروسية من قبل؟.

الأمريكيون أيضًا يسيطرون على البترول العراقى منذ عام 1991 عندما حرروا الكويت من الغزو العراقى.. وفرضوا على صدام حسين شروط استسلام قاسية وعقوبات اقتصادية.. ثم أحكموا سيطرتهم على البترول العراقى عام 1996 بعد توقيع الحكومة العراقية برنامج «النفط مقابل الغذاء» مع الأمم المتحدة.. وحتى الآن.. ولا تكتفى الولايات المتحدة بالسيطرة على كميات البترول التى ينتجها العراق ويصدرها.. بل تسيطر أيضًا على أسعاره وتتحكم فى إيراداته وكيفية إنفاقها.

•• وفى ليبيا

نتذكر ما كشفه المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى اللواء أحمد المسمارى فى أحد مؤتمراته الصحفية.. معلنا أن القوات الليبية عندما دخلت طرابلس الخاضعة لسيطرة قوات رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى فايز السراج (الإخوانى).. فوجئت بوجود قوات أمريكية على الأرض..!!.

قوات أمريكية.. سمحت بوجودها فى طرابلس ميليشيات تنظيمى القاعدة والإخوان الإرهابيين التى «اختطفت» العاصمة الليبية.. والتى تسيطر على حكومة السراج باعتبارها «حكومة مدنية» تدعم التحول الديمقراطى..!!.

ماذا تفعل هذه القوات؟.. وكيف دخلت؟.. وماذا يعنى ذلك غير أن الإدارة الأمريكية ضالعة فى دعم هذه الميليشيات وتقويتها فى مواجهة تقدم الجيش الوطنى الذى لا تريد له واشنطن أن يسيطر على الدولة ويعيد إليها استقرارها وينتشلها من بين أنياب ذئاب الشرق والغرب التى باتت تنهش فى لحوم الليبيين وثرواتهم وبترولهم وأراضيهم بلا رحمة.

هذا دليل آخر على أن الولايات المتحدة ماضية فى مخططها الشيطانى الهادف إلى تفجير البؤر الملتهبة فى دول منطقتنا.. لتدميرها وإعادة تشكيلها وتقسيمها وفقا لاستراتيجية «الشرق الأوسط الجديد» التى تمضى قدما فى تنفيذها دون تراجع.. لهدفين واضحين: سرقة بترولها وثرواتها وتمركز القوات الأمريكية فى هذا المنطقة الاستراتيجية التى تشهد صراع نفوذ ملتهبا بين قوى دولية ترى فيها واشنطن خطرًا على استمرار انفرادها بالسيطرة على العالم باعتبارها «القطب الأوحد» منذ انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتى السابق «القطب الثاني».

•• نعلم

ان ترامب لن يحاسبه أحد.. ولن يمنعه أحد من الاستمرار فى جرائمه وبلطجته.. هو ومن سبقه ومن سيخلفه فى رئاسة الولايات المتحدة.. فما يقوله ترامب الآن ما هو الا امتداد لسياسات شاذة انتهجها منذ بداية ولايته الرئاسية.. وتتسم بالتناقض الشديد بين ما يقوله فى خطابه الإعلامى ومايفعله ويتخذه من سياسات وقرارات على أرض الواقع.

فهو.. ترامب.. الذى كان يتحدث عن معارضته التدخل العسكرى الأمريكى فى سوريا.. ثم أصدر أوامره لجيشه بالتدخل فى سوريا وقصفت طائراته الأهداف العسكرية والمدنية أيضًا فى عمق الأراضى السورية.. ثم عاد ليصدر قرارًا بسحب قواته من سوريا.. وبعدها بأيام يتحدث عن أن الجيش الأمريكى سيواصل حربه ضد الإرهاب فى سوريا..!!

هو أيضا.. ترامب.. الذى تعهد فى حملاته الانتخابية باتباع سياسة محايدة فيما يتعلق باسرائيل والصراع العربى الإسرائيلى.. ثم ما لبث أن أعلن انحيازه التام لدولة الاحتلال بعد وصوله إلى البيت الأبيض.. وهو الذى تصدى بـ «الفيتو» الأمريكى لأى قرار أممى يحمل أى لهجة إدانة لإسرائيل.. وهو الذى قلب كل موازين هذا الصراع رأسًا على عقب ومسح بجرة قلم كل ما بُذل من جهود سابقة لمحاولة حل هذه الأزمة الرئيسية بمنطقة الشرق الأوسط الأكثر اشتعالًا فى العالم.. عندما أعلن إعتراف دولته بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وقرر نقل سفارته إلى القدس.

•• هذا هو الوجه الحقيقى.. والقبيح.. للولايات المتحدة الأمريكية.. وما دون ذلك خداع مفضوح وتضليل إعلامى وسياسى.