نسمع دائمًا عن مصطلح (القمر الصناعى) فهل لنا أن نتعرف على المفهوم الأساسى للقمر الصناعى؟ نعم القمر الصناعى هو كائن فضائى صغير نسبيًا يدور فى مدار حول كائنٍ أكبر منه وبناءً عليه فإن (القمر) هو قمر طبيعى للأرض حيث تُبقيه الجاذبية ضمن مداره حول الأرض، والأقمار الصناعية هى صناعة بشرية تدور وفق مسارات محسوبة بدقة وعلى مسافات متفاوتة من الأرض، ولكن بالتأكيد خارج غلافنا الجوى وتُستخدم أقمار الاتصالات بشكل أساسى فى إعادة بثِّ الموجات الراديوية (اللاسلكية) من مكانٍ ما على الأرض إلى مكانٍ آخر حيث تُلتقط الإشارة الواردة إليها من محطة أرضية فتقوم بتضخيمها كى تمتلك الطاقة الكافية للمتابع ومن ثم تعكسها نحو الأرض من جديد إلى محطة أرضية فى مكانٍ ما على الأرض، حيث يمكن لهذه الإشارة أن تنقل أى شيء يمكن للموجات اللاسلكية نقله على الأرض من المكالمات الهاتفية وبيانات الإنترنت إلى بث الراديو والتليفزيون.
ومن هذه المقدمة أنتقل إلى فكرة مقالى الأساسية وهى إطلاق مصر القمر الصناعى المصرى الأول فى مجال الاتصالات (طيبة 1) الذى يصل وزنه إلى 5.6 طن ليقضى فى مداره 15 عامًا هى عمره الافتراضى بالتعاون بين شركة (آريان سبيس) وشركة (إيرباص) ليعمل على تقوية شبكة الاتصالات فى مصر وذلك فى تمام الساعة 11.22 مساء الثلاثاء 26 نوفمبر 2019 من قاعدة الإطلاق فى مدينة كورو بإقليم جويانا الفرنسى بأمريكا الجنوبية عبر صاروخ يحمل القمر إلى المدار الخاص به والذى يقع على بعد 36 ألف كم من سطح الكرة الأرضية، ومما لا شك فيه أن مصر لها تاريخ كبير فى إطلاق الأقمار الصناعية، وذلك منذ فترة تسعينيات القرن الماضي. ومن هنا جاءت توجيهات رئيس جمهورية مصر العربية بتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يتماشى مع تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة لمصر 2030 للنهوض بالوطن فى شتى المجالات.
ووفقًا للخبراء المتخصصين من المتوقع أن يسهم (طيبة 1) فى نهضة قطاع الطاقة والثروة المعدنية والتعليم والصحة ويدعم أجهزة الدولة فى مكافحة الجريمة والإرهاب ويوفر خدمات الإنترنت والاتصالات لبعض دول حوض النيل وشمال إفريقيا ليدعم مسيرة مصر الإفريقية فى 2019 لا سيما بعد توليها رئاسة الاتحاد الإفريقى واستضافتها وكالة الفضاء الإفريقية كما تستفيد مصر من (طيبة 1) بالمساهمة فى تحقيق التحول الرقمى، فضلًا عن الاستخدامات الأمنية الخاصة بتتبع الإرهابيين ومرتكبى الجريمة بشكل عام علمًا بأن (طيبة 1) وباقى سلسلة الأقمار التى تنوى مصر إطلاقها تتكامل مع شبكة الاتصالات الأرضية وشبكات المحمول الموجودة فى مصر مما يساهم فى دفع عجلة التنمية.
وفى الختام أؤكد أن مصر العظيمة لديها العديد من الكوادر البحثية والعلماء والبحوث فى هذا المجال والتى أتمنى أن تساهم بالتعاون مع الكوادر الإفريقية المتخصصة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية.