رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الحياة

 

 

 

 

أنا منذ خمسين عامًا

أراقب حال العرب .

وهم يرعدون , و لا يمطرون ..

وهم يدخلون الحروب , و لا يخرجون ..

و هم يعلكون جلود البلاغة علكًا و لا يهضمون .

أنا منذ خمسين عامًا  

أحاول رسم بلاد

تسمى مجازًا بلاد العرب ..

رسمت بلون الشرايين حينًا

و حينما رسمت بلون الغضب .

و حين انتهى الرسم , ساءلت نفسى :

إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب ..ففى أى مقبرة يدفنون ؟ .

و من سوف يبكى عليهم ؟

و ليس لديهم بنات .. و ليس لديهم بنون ..

وليس هنالك حزن , و ليس هناك من يحزنون .!!

أيا وطنى , جعلوك مسلسل رعب

نتابع أحداثه فى المساء .

فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء ؟

انا ... بعد خمسين عامًا

أحاول تسجيل ما قد رأيت ..

رأيت العروبة معروضة فى مزاد الأثاث القديم ..

و لكنى ما رأيت العرب !!

 صدقت يا نزاريا قبانى .. لقد أعلنت وفاة العرب فى 1994 !!! فيا ترى ما هى كلماتك إذا شهدت حال العرب الآن ... حال الأمة الإسلامية الآن ... !

إذا خسرنا الحرب لا غرابة

لأننا ندخلها بكل ما يملك الشرقى من مواهب الخطابة

بالعنتريات التى ما قتلت ذبابة

لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والربابة

السر فى مأساتنا

صراخنا أضخم من أصواتنا

و سيفنا أطول من قاماتنا

خلاصة القضية

توجز فى عبارة

لقد لبسنا قشرة الحضارة

و الروح جاهلية ..

هكذا حلل حال العرب و حال الأنظمة العربية وسياستهم التى أدت إلى نكسة 67 !! ... فيا ترى ماهو موقف نزار إذا كان شاهدًا على « الربيع العربى »... التقسيم الجديد للشرق الأوسط ... انهيار القوة العربية المشتركة ... ؟ . ياترى كيف كان سيصف حال العرب الآن  بعد إعلانه وفاتهم منذ سنوات طويلة ؟ كيف كان سيصف حال العراق , اليمن , سوريا , ليبيا , لبنان ...؟ .  

فى قصيدته « الى الجندى العربى المجهول » .. أشعر وأنا أتوغل داخل كلماته التهم المعني, الفكرة , الحزن , السخرية من كل ما لا يبذلون أى جهد إلا فى استهلاك و تحريك ألسنتم داخل أفواههم للهجوم على الجندى الذى يحميهم و يحمى الوطن ... أشعر كأنه يقف ضد الخائنين للعروبة, للخائنين للوطن ...الطابور الخامس المتوغل فى أركان الدولة ..المواقف الهشة للجامعة العربية لكل مدمنى الكلام الذين لم يتغيروا على مر العصور ..  

لو يقتلون مثلما قتلت ..

لويعرفون ان يموتوا ..مثلما فعلت ..

لو مدمنو الكلام فى بلادنا . قد بذلوا نصف الذى بذلت . لو أنهم من خلف طاولاتهم

قد خرجوا ... كما خرجت أنت ..

واحترقوا فى لهب المجد , كما أحترقت ..

لكن من عرفتهم

ظلوا على الحال الذى عرفت ... يدخنون , يسكرون , يقتلون الوقت ..

ويطعمون الشعب أوراق البلاغات  كما علمت ..

وبعضهم يغوص فى وحوله ..

و بعضهم يغص فى بتروله ..

يا أشرف القتلى .على أجفاننا أزهرت

الخطوة الاولى الى تحريرنا ..

أنت بها بدأت ..

يا أيها الغارق فى دمائه .

جميعهم قد كذبوا . وأنت قد صدقت.

جميعهم قد هزموا ..ووحدك قد انتصرت.

كأنك تعيش بيننا يا نزار فلم يتبدل الحال!.. كأنك تسمع أصواتهم الجوفاء.. فلم يتغير العرب .. ولم تعد الحياة مرة أخرى للعرب.. فاقرأوا معى الفاتحة عليهم!

موعدنا الإثنين المقبل إن شاء الله.