رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

لم يترك النائب العام المستشار حمادة الصاوى حادث طالبة الصيدلة شهد الذى أعلن نتائجه منذ يومين، كأي حادث عادى، ولم يتركه أن يمر مرور الكرام أو أنه حادث انتحار وانتهى أمره فحسب، ولم يتعامل مع الحادث أنه طويت صفحاته وحفظ للأبد، حتى بعد إصدار قراره بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية لانتفاء الشبهة الجنائية فى وفاتها، بل تعامل وفريقه ومساعدوه فى التحقيقات فى هذه الواقعة بمنطق مشرط الطبيب الجراح الذى وضع يده على بيت الداء، بالنسبة لهذا الحادث لما احتوته الواقعة من تفاصيل ذكرت ودونت فى أوراق التحقيقات حيث رأت النيابة ضرورة تناول تفاصيلها وإعلانها، وذلك لتلاشى ما قد يحدث لحالات مماثلة فيما بعد، فقد كشفت تحقيقات النيابة من خلال مناقشة بعض أفراد أسرتها أنها كانت تعانى من أزمة نفسية خلال أوقات متقطعة بالمرحلتين الاعدادية والثانوية، ثم التحقت بالجامعة، وأن ظهور أعراض المرض على ابنتهم ظهر منذ المرحلة الاعدادية وتغاضوا عن الأمر ظناً منهم أنه أثر من آثار ضغوط الدراسة، وقد تبين من خلال تتبع خيوط الواقعة أن ترك الفتاة دون علاج أدى فى النهاية إلى انتحارها، بل وطالب النائب العام جميع الأسر أن تتحدث عن علاج أبنائها خاصة عندما تنتابهم أزمات نفسية، وطالبهم أن يعالجوا فتياتهم أو فتيانهم خاصة عندما يصابون بمرض نفسى، مؤكداً فى بيانه أن المرض النفسى داء كأى داء، لا خجل فيه ولا حياء، والاعتراف به أول أسباب الشفاء، بل وطالبهم أن يغيثوهم بالعلاج والدواء، قبل أن ينقطع فيهم الرجاء، فقد كشف الإعلان عن هذه التحقيقات فى وفاة الطالبة عن واقعة مأساوية بكل المقاييس شهدها المجتمع وانتفض لها لكونها شابة وجميلة وطالبة حسنة السمعة مع أقرانها وكل من يعرفها، حتى تناولت مواقع التواصل الاجتماعى قصتها وصورها، كما تصدرت اهتمامات المواطنين وكان الجميع يتساءل أين اختفت الشابة «شهد» حتى عثر عليها بمياه النيل غارقة، لقد طالبت النيابة العامة فى إعلانها نتائج التحقيقات أولياء الأمور أن يرفُقوا بالقوارير، وأن يمنحوا بناتهم قسطاً من أوقاتهم، قائلة أنصتوا إليهن، وشاركوهن آلامَهن وآمالَهن، اطمئنوا وطمئنوهنَّ، فقد تبين أن والدها استأجر لها وحدة سكنية مؤقتاً أقامت فيها مع صديقة لها، وذلك لتكون قريبة من جامعتها، ومنذ شهر سابق على وفاتها عادت إليها ذات الأزمة النفسية والتى سببت لها أرقاً منعها من النوم، ولاستمرار معاناتها، اتصلت بوالدتها قبل وفاتها بأسبوع وطلبت منها الحضور إليها، فانتقلت والدتها للإقامة معها، ثم عرضتها على أحد الأطباء النفسيين  وخلال كشفه عليها أخبرته بأن أفكاراً سيئة تراودها وأن من تلك الأفكار أنها ستموت، وانتهى التقرير إلى معاناتها من الوَسوَاس القهرى، وأمام هذا الحادث فقد ناشدت النيابة أيضاً، جميع أطياف المجتمع أن يضعوا الأمر فى نصابه، وأن ينظروا إلى المرض النفسى كما ينظرون إلى سائر الأمراض، وأن يقوا أصحابه شرور نظراتهم، أن يرحموهم من همزهم ولمزهم، قائلة لا تغلقوا أمامهم أبواب العلاج، كما ناشدتهم هم جميعاً الرفق بأنفسهم، وألا يجزعوا، جدوا واجتهدوا وثابروا واطمئنوا، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولا يتمنين أحدُكم الموت لضر أصابه، فمن خلال متابعتى لعالم الجريمة فقد يكون هذا الحادث ليس الأول من نوعه ولكن كان لجهات التحقيق وقفة أمامه حتى لا يتكرر وقوعه مما يؤدى إلى ضياع ذخيرة الأمة من الشباب، ونحن أمام ذلك نقول إنه لم يعد للمواربة والخوف من علاج المرض النفسى أى مكان وليس فى صالح المريض أن يترك دون علاج.