اسمحوا لى
جميل أن يتصدى ناشر كبير لتخصيص جائزة فى عالم كتب الأطفال، وهى أول جائزة فى العالم العربى تخصص للناشر فقط، وهذا تفكير محمود ومستنير لأنه بدون ناشر قوى قادر على العمل والإنتاج لا وجود لكاتب أطفال ولا رسام ولا حركة بيع وشراء، لذلك كانت أهمية جائزة الدكتور عبدالعزيز منصور الناشر الكويتى الكبير، وصاحب مكتبات ذات السلاسل المنتشرة فى العالم العربى، حيث خصص جائزة سنوية قدرها ١٠ آلاف دولار لناشرى كتب الأطفال عن أفضل كتاب، وقد خصص هذا العام لكتب الأطفال ما قبل المدرسة، وهذا الفرع خاصة يعانى نقصاً شديداً، حيث غمرت أسواقنا الكتب الأجنبية والمترجمات التى لا تعبر عن بيئتنا.
والحقيقة ان الدعم الذى يقدم للناشر يصبح عاملاً مهما وحيوى لتحريك سوق كتاب الطفل العربى الذى أصبح متعثراً بشكل واضح فى أغلب البلدان العربية خاصة فى دور النشر الحكومية نتيجة الأزمة المالية وخضوع النشر فيها للمجاملات والمحسوبيات ما أضعف الإنتاج الرسمى الحكومى وتقديم أعمال غير مناسبة ولا ترقى للعصر الذى نعيش فيه، الذى توقف تماماً فى بعض البلدان الأخرى، وأصبح ناشر القطاع الخاص هو الذى لا يزال صامداً ومكافحاً رغم ضعف القوة الشرائية، لذلك كانت اهمية مبادرة ذات السلاسل لتحريك السوق، وهذا بالتالى يحرك ويدعم العملية الإبداعية للكاتب والرسام وكل العاملين فى صناعة كتاب الطفل.
وقد نشرت أمانة الجائزة خمسة كتب كانت قد وصلت إلى القائمة القصيرة منها ثلاثة كتب مصرية ما يدعونا إلى الفخر والسعادة وهى كتاب -(شىء يبحث عن نفسة - ومروة وأصدقاء البحر)- من دار نهضة مصر، وكتاب (أكبر حضن) من دار نور المعارف للنشر والتوزيع مصر وكتاب - (غيمة قطن) دار مجموعه كلمات من الامارات وكتاب (لبيب وجده نجيب) من دار ألف باء تاء ناشرون الأردن،
وتكونت لجنة التحكيم من الأساتذة طارق البكرى - لبنان والشاعر صالح الغازى مصر- منال محجوب- سوريا الحسن بنمونة- المغرب والشاعر ابراهيم أبوطالب.
وقد فازت دار نهضة مصر عن كتاب «شىء يبحث عن نفسه» من تأليف ورسوم الفنانة الشابة بسمة حسام وتسلمت الجائزة داليا ابراهيم رئيس مجلس ادارة نهضة مصر، وقد سلمها الجائزة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المنصور ورئيس اتحاد الناشرين العرب الأستاذ محمد رشاد والأستاذ صالح الغازى ولجنة التحكيم.. أن الاهتمام بعالم الأطفال وأعمالهم هو الذى يرسم لنا مستقبل الأجيال القادمة ومستقبل أوطاننا.
ألف مبروك لنهضة مصر، وشكراً للدكتور منصور على الجائزة التى أتمنى أن تظل للسن الصغيرة.