رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا لا يشكو حزب الوفد من التضييق؟.. ويعمل بجد، لماذا لا يتذمر حزب التجمع من الأجواء؟.. ويعمل بجد، لماذا تتفهم الأحزاب العريقة الظرف السياسى المصرى الحرج وتعمل فى إطاره بروح وطنية لا تغادر مصلحة الوطن، وتقدم معارضة وطنية عينها على محددات الأمن القومى المصرى؟

يلزم التوضيح الصريح، فالمعارضة مكون رئيس من نظام الحكم، والحكم والمعارضة صنوان، ولكل دوره فى إقامة بنيان النظام السياسى، وتوطئة الحكم الرشيد، والعلاقة الإيجابية بين الحكم والمعارضة تضمن تواصلا يترجم فى الأخير إلى خيارات وطنية تصب فى المصلحة العامة.

القطيعة بين المعارضة  والحكم ليست فى صالح المعارضة ولا فى صالح الحكم، بقدر احتياج المعارضة لأريحية النظام وسعة صدره وتفهمه لدور المعارضة فى البناء السياسى، بقدر احتياج الحكم لإسهام المعارضة فى الرقابة والمحاسبة والوقوف على ثغور الوطن حامية للبنيان السياسى مما يتهدده من أخطار داخلية وخارجية.

مثل طرفي المقص، يربطهما المقدس وهو تراب الوطن، ويفترقان على تواصل وارتباط بالمصالح العليا، ويقصان معاً شريط الوطن نحو المستقبل، هذا ما يستبطنه حكماء الوفد والتجمع، ولهذا أسبابه التاريخية والمرحلية استشرافاً للمستقبل.

الوفد لم يأت من عل، بل حزب الجلابيب الزرقاء المغروزة فى طين الأرض الطيبة، والرأسمالية الوطنية، التى بنت مجدها طوبة طوبة، ورجالات تركوا بصمة فى تاريخ هذا الوطن، ومعاركه من أجل الاستقلال، وتضحياته من أجل استقلال القرار الوطنى مسجل بحروف من نور، هذا الإرث يستحيل تجاوزه إلى مكسب عابر أو وقتى على جثة الوطن، عندما يكون الأمن القومى المصرى مهددا ستجد الوفد فى طليعة الصف الوطنى دفاعا ورغبة فى التضحية، هذا حزب عريق.

التجمع الوطنى لم يحرز الوطنية فى عنوانه الأثير تجملا، بل عن استحقاق وجدارة، فهو حزب الطبقة العاملة، حزب ملح الأرض، نصير الفقراء، وسند البسطاء، وعنوان المحرومين، وضم ولا يزال بين جنباته خلاصة العقول الوطنية، التى تحمل بين ضلوعها هموم هذا الوطن، فإذا ما تهدد الوطن، صف التجمع فى المكان والزمان، واتخذ موقعه فى الصف الوطنى، وقدم ما يلزم الوطن ساعة المحنة.. هذا حزب عريق.

ثنائية الوفد والتجمع وألح عليها إلحاحاً فى رسم الخريطة السياسية للمعارضة الوطنية باعتبارهما قائدى رهط سياسى، ائتلاف اليمين، وائتلاف اليسار، مرشحين للعب دور رئيس وفاعل فى سياق الإصلاح السياسى المنشود، ويلزم إعانتهما على دورهما، ودعمهما ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، وتمكينهما من دورهما حباً فى الوطن.

مثل هذه الأحزاب العريقة لا تشكو لأنها تتفهم طبيعة المرحلة، وتملك جلدا سياسيا، ياما دقت على الرؤوس طبول، وكله يهون فى حب الوطن، وتملك من الخبرات السياسية ما يمكنها أن تملأ الهامش المتاح وتسعى سعيا حثيثا لتوسيعه.

الأحزاب العريقة تتعاطى بإيجابية سياسية بحثا عن مشتركات وطنية، وتضيق هوة الخلاف، وتجسر الفجوة التى فرضتها ظروف طارئة على الحالة المصرية، صحيح فترة الجفاف السياسى طالت، سبع سنوات عجاف، ولكن استشرافا لسبع ثمان، لم يستيئسا مما يعانيه الوطن سياسيا، بل قادران (الوفد والتجمع) بمرونة وخبرة على تمرير العواصف السياسية، واتخاذ المصلحة الوطنية غطاء يتحركان من تحته دون القعود عن الواجب.

أسمع فى الجوار حديثا عن ائتلاف يقوده الوفد، حسنا فعل، وأستشرف تحركا مماثلا من التجمع، الحركة بركة فى اليمين واليسار، مع حركة الحكومة فى الوسط باعتبارها تعبيرا عن الوسط المصرى، يشكلون ثلاثية سياسية ترسم مستقبلا أشار إليه الرئيس السيسى فى أحاديثه الأخيرة وألح عليه إلحاحاً.

هنا تبرز قيمة الأحزاب العريقة، فى تجليس الرسالة الرئاسية على الأرض، وحفر أساسات تيارات سياسية فى ائتلافات تخوض الاستحقاقات السياسية المستقبلية، انتخابات الشورى والشعب والمحليات.. والانتخابات الرئاسية فى المستقبل القريب.

لو لم يتم دعم الأحزاب العريقة (تقود قافلة الأحزاب الوطنية) على الأرض، وتمكينها من النزول إلى الشارع، والتواصل مع قواعدها لاجتذاب قطاعات هائمة على وجوهها سياسيا، نخسر كثيرا أمام كتلة عقورة مصمتة متخثرة تنتظر مثل هذه الاستحقاقات لإثبات وجود شارعي، بعد أن لفظها الشارع الوطنى، وأخرجها بثورة عارمة من الحكم.

معركة الوطن تحديدا فى مواجهة هذه الجماعات التى تستقوى بالخارج على نظام الحكم الوطنى، على استقلالية القرار الوطنى، على حدود الوطن، على دماء الشهداء، ويستوجب استصحاب القوى الوطنية وفى مقدمتها الأحزاب العريقة صاحبة التاريخ الوطنى فى هذه المعركة.. لأنها معركة وطن.