عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

تحدثنا فى المقال السابق عن عدد المراحل التى تسبق جلسة التحكيم العرفى، وتوقفنا عند مرحلة اختيار القضاة العرفيين، وأكدنا أنها من أخطر المراحل وأصعبها بالنسبة للمتقاضين، فتارة يقال لك لا تلجأ إلى فلان لأنه صاحب هوى ويقبل الهدايا والرشاوى، وإذا دعاه الطرف الآخر عليك بالطعن عليه وعدم قبوله، وغالباً ما يظن البعض أن مجرد اختيار أحد القضاة العرفيين لزم عليه أن يحكم لصالحه حتى ولو كان هذا الشخص مداناً ويعلم بإدانته، وربما يسأل سائل، وماذا إذا رفض أحد الأطراف «خصوصاً المعتدى» الجلوس والاحتكام للحكم العرفى، أو إذا قام بالتوقيع على مشارطة التحكيم ورفض الجلوس للتقاضى؟.. وما مصير إيصالات الأمانة التى وقعها والشرط الجزائى المدون بالمشارطة؟

فى هذه الحالة يتم ممارسة الضغوط على الطرف الذى يرفض الجلوس بتجريسه بين العائلات وتهديده باعتداء الطرف الثانى عليه لأنه بهذا الفعل يستهين به أو إعطائه إيصال الامانة الخاص به، وهنا تتفاقم المشكلة ولابد من اللجوء إلى الأمن لإجبار هذا الطرف على الجلوس وغالباً ما يرفض الأمن لعدم قانونية هذا الإجراء.

أما فى حالة عدم قبول الطرف المعتدى عليه بالجلوس فيكون الأمر خلاف ما ذكرناه خصوصاً إذا سقط قتيل لديه، وعلى العائلة المعتدية مغادرة منازلهم والرحيل من القرية فور وقوع الجريمة، وهناك من المحكمين من ينصح أهل القتيل بالتعجيل بأخذ ثأرهم بعد لحظات من وقوع الجريمة ليكون الأمر يسيراً على الطرفين عند الجلوس خصوصا فى اللحظات التى تسبق قدوم الشرطة لمسرح الجريمة، ولا يبالى من يقدم هذه النصيحة إذا كان الثأر من الشخص الذى قتل أو من أحد أقاربه، وهنا تكون الطامة وتتفاقم المشكلة وبدلا من هروب جميع العائلة خارج القرية كما هو معتاد تبقى الأسرة المعتدى عليها والتى يطلق عليها (بيت فلان) إيذاناً منهم أن لهم ثأراً عند العائلة الأخرى ويبدأ المسلسل المشئوم والذى ينطبق عليه سلسال الدم والذى أصبح عنواناً لأحد المسلسلات الدرامية.

ومن هنا تبدأ الرحلة الصعبة لقضاة التحكيم العرفى لإنهاء هذه الخصومة قبل أن تستفحل، وقد نجح صديقى وبلدياتى الإعلامى محسن داود فى برنامجه «حق عرب» فى وأد كثيرا من الخصومات بمعاونة الكثير من القضاة العرفيين المشهود لهم بالأمانة والإخلاص وحضور قيادات أمنية كبيرة وبعض رجال الأزهر والإعلاميين والرياضيين والفنانين، حيث يتم تقديم الأكفان وقبول الدية وسط التكبير والتهليل من الحضور لطرد شياطين الإنس والجان المندسين بين الحضور، ونكمل الأسبوع القادم بإذن الله.