رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

هل يعيب الورد أنه أحمر الخدين؟ الطبيعى أنه عادى جداً أن يكون الورد أحمر أو أصفر أو أبيض لكن الورد يتعرض لحالة شديدة من التنمر بدون مناسبة وهناك من يعايرونه بأن خدوده حمراء، ولم يقولوا لنا إيه ذنب الورد، ما هى الجريمة التى ارتكبها الورد الأحمر حتى يحاولوا إقناعه بأن حمار خدوده عيب، والمشكلة ليست فى الورد وإنما فى الذين لا يفهمون فى الذوق والألوان، ولا فى رمزية الورد الأحمر، محبو الورد لم يتمكنوا من إقناع أعداء الورد الأحمر بالكف عن معايرته بخدوده الحمراء، المدافعون عن الورد يتساءلون إيه ذنب الورد؟ وأحيانا يقولون أوراق الورد بتتألم.. وأحياناً أوراق الورد بتتكلم، حتى صارت أغنية للمطربة الكبيرة الراحلة وردة الجزائرية، وعندما فشلت فى حل مشكلة الورد لعدم تلقيها اجابات عن أسئلتها، اقترحت من عندها حلا وسطا لإنهاء الأزمة بين الورد، وقليلى الذوق أو التذوق، ورأت قبل أن تطرح الحل أن المشكلة ليست مع الورد الجميل الذى يرمز الى الحب وقد تكون مع البستانى فقالت: إذا كنت خاصمت البستانى ايه ذنب الورد، وتبين  ان المشكلة أعمق وخرج البستانى من المشكلة مثل خروج الشعرة  من العجينة، وبقى الورد يتألم من الذين يتنمرون به ويعايرونه فى الرايحة والجاية امشى يابو خدود حمراء، ولماذا اختاروا الورد الأحمر بالذات، فلا توجد اجابة لأنه لا توجد مشكلة من الأساس ولكن أعداء الحياة، وجهلة الاتيكيت، وعاشقى الأشواك والصبار هم كدة، رموا بلاهم على الورد لأنها زهور رقيقة، مهذبة، لا تعرف العنف فاكتفت بأنها  تقوم برسالتها  كحمامة سلام بين المحبين والعاشقين، ولم تعبأ بالذين عابوا عليها لونها الذى تنشره فى الكون  ليكون باعثا على التفاؤل واتخذ الورد قراره بأن يؤدى رسالته، على طريقة القافلة تسير والأعداء يحقدون.

ايه حكاية أعداء الورد رغم أنه جميل  وله  أوراق عليها دليل من الأشواق إذا أهداه حبيب لحبيب يكون معناه وصاله قريب، وفى عتاب رقيق لاعداء الورد قالت الست أم كلثوم: شوف الزهور واتعلم بين الحبايب تتكلم!!

عملت اللى عليها أم كلثوم، ولكن ليلى مراد زهقت من أعداء الورد، وقررت العمل  بائعة ورد: فقالت مين يشترى الورد منى وأنا بانادى وأغني، الورد ده نادى خد منه وهادى انت ياللى على الناحية دى وانت ياللى قصادى مين يشترى الورد منى دى وردة بيضة صفو الوداد فيها .. ودى وردة صفرة الغيرة تضنيها.. ودى وردة حمرة بالدمع أرويها.. الوردة دى سر غرامى حكيت لها عن أحلامى خدها مني.

تقريباً ليلى مراد زهقت من محاولة اجراء عملية صلح بين الورد وأعدائه فاشتكت لعبد الحليم حافظ الذى قال لها انا مليش دعوة بالناس المتخلفة التى تكره الورد.. وعندما اشتد الحوار قال عبدالحليم: رميت الورد طفيت الشمع.

فعلا فيه ناس تخلق لك فزاعة من لا شيء ودائماً تمارس سياسة خالف تعرف، هى تريد إحباطك، إذا أنجزت تتهمك بالاسراف، وإذا توقفت تتهمك  بالجمود، هؤلاء تعاملهم على طريقة الورد، ننشر زهورنا فى كل مكان، ونوزع الفرحة على المحبين ولا نعبأ بالمعقدين الكارهين للحياة! ولا نرمى الورد، بل نرسله إلى كل مكان رمزا للمحبة والسلام، ونتجاهل أعداء الحياة الذين لن يعجبهم شيء، لأنهم يعشقون الظلام ويكرهون النور فمثل هؤلاء يعيشون بيننا وأحياناً بعيداً عنا ولكن لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب!!