عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

«والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أُخرجت منها ما خرجت»

 

حديث محمد رسول الله، وهو ينظر إلى مكة، مهاجراً إلى المدينة وقلبه معلق بوطنه وفيه ما فيه من الكفار والملل المختلفة وقليل من المسلمين.

وعندما ذهب عليه السلام إلى المدينة كانت فيها عقائد شتى فوضع دستور المدينة أو صحيفة المدينة، وهو أول دستور مدنى فى تاريخ البشرية تمت كتابته فور الهجرة، وقد أطنب المؤرخون والمستشرقون على مدار التاريخ الإسلامى، واعتبره أغلبهم مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية، ومعلماً من معالم مجدها السياسى والإنسانى.

ويهدف دستور المدينة إلى تحسين العلاقات بين مختلف الطوائف والجماعات فى المدينة، وعلى رأسها المهاجرون والأنصار والفصائل اليهودية غيرها حتى يتمكن بمقتضاه المسلمون واليهود وجميع الفصائل من التصدى لأى عدوان خارجى على المدينة وبإبرام هذا الدستور وإقرار جميع الفصائل بما فيه، صارت المدينة المنورة دولة وفاقية، وصارت جميع الحقوق الإنسانية مكفولة للجميع كحق حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر والمساواة والعدل.

وفى هذا المقام لا ننسى العهدة العمرية، وهى كتاب كتبه الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء «القدس» عندما فتحها المسلمون عام «638م» الموافق «15 هجرية» ولقد أمنهم على كنائسهم وممتلكاتهم وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق فى تاريخ القدس.

وهكذا فإن علاقة الإنسان بأخيه الإنسان فى وطنه هى علاقة أفقية تجمع الكل تحت ظل الوطن مهما كانت عقائدهم أو لغتهم أو عشيرتهم أو طوائفهم فى ظل دولة وفاقية.

إما علاقة الإنسان بربه، فهى علاقة رأسية فردية ودليلى فى ذلك ما ورد فى القرآن الكريم من آيات كثيرة: «يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه» الانشقاق آية «6»، «وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه» الإسراء آية 13، «كلهم آتيه يوم القيام فردًا» مريم آية «95».

«يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه» عبس آية 34.

والعقيدة ليس فيها قهر بدليل أن هناك نبى ابنه كان كافراً والنبى هو سيدنا نوح حيث أبى الابن ان يركب فى السفينة وأوى إلى جبل ظاناً منه أنه سوف يعصم من أمر الله، ولكن الموج حال بينهما، وكان من المغرقين.

لذا لابد من التأكيد على ضرورة المحافظة على وطننا من الذين يريدون تفكيكه بدعاوى دينية أو عشائرية أو طائفية أو غير ذلك.

فعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان داخل وطنه علاقة أفقية، الجميع فيها تحت مظلة الوطن مهما كانت عقائدهم أو عشائرهم أو طوائفهم أو لغتهم فى دولة وفاقية.

أما علاقة الإنسان بربه فهى علاقة رأسية فردية لا إكراه فيها ولا قهر فيها، بل حرية العقيدة هى الأساس ويجب أن تكون مكفولة للجميع فلا إكراه فى الدين.

فالدين لله والوطن للجميع.

 

مصر حماها الله