رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

تبدو الطريقة التى يتعامل بها الرئيس الأمريكى دونالد ترمب مع الملف السورى، فى حاجة إلى محلل نفسى يفهمها، أكثر من حاجتها إلى محلل سياسى يشرحها!

فهو كان قبل أسابيع قد قرر فجأة سحب قوات بلاده من الشمال الشرقى السورى، حيث كانت تتواجد القوات منذ فترة، وكأنه كان يعطى اشارة خضراء إلى تركيا، لتقتحم حدودها مع سوريا وتتوغل فيها، وكانت حجتها الجاهزة أنها تريد إبعاد الأكراد السوريين عن الحدود بعرض ٥٠٠ كيلو متر وعمق ٣٠ كيلو مترًا!.. وهذه مجرد أرقام قيلت على لسان الجانب التركى، لأن الحدود بين تركيا وبين سوريا أوسع من ذلك، ولأن التوغل التركى داخل الأراضى السورية كان أبعد من ٣٠ كيلو مترًا!

وما كادت قوات أردوغان تدخل سوريا وتخوض فى أراضيها حتى كان ترمب يتوعد الرئيس التركى، ويقول ما معناه إن واشنطن ستدمر الاقتصاد التركى، إذا لم يتوقف الرئيس التركى عما يفعله!

وكأن انسحاب القوات الأمريكية من هناك، لم يكن هو بداية انطلاق القوات التركية نحو الشمال السورى كله، على طوله الممتد من حدود العراق شرقًا إلى البحر الأبيض المتوسط غربًا!

وبالتالى فقد كان التحذير الذى أطلقه ترمب فى وجه أردوغان نوعًا من الضحك على العقول، ونوعًا من التغطية على الدور الذى لعبه قرار سحب قواته فى وقوع الغزو!

ثم خرج أول هذا الأسبوع ليقول لقناة سى بى إس الأمريكية، إن وجود قوات بلاده فى سوريا مسألة لا مبرر لها، وأنها ستتواجد فقط فى مناطق من الشمال الشرقى لتأمين البترول الموجود فيها، وأن هذه المناطق آمنة حاليًا، وأن الحدود التركية السورية يراقبها جنود آخرون إذا أرادوا، ولا يقوم بهذه المهمة الجنود الأمريكيون!

وفى حديثه للقناة التليفزيونية قال عبارتين فى غاية الغرابة، إحداهما أنه رجل يحب النفط، والثانية أنه يتعاون مع الأكراد!

أما حكاية أنه يتعاون مع الأكراد فهذه خدعة كبيرة، وكذبة أكبر، لأنه أول الذين خذلوهم فى العراق عندما فكروا فى تنظيم استفتاء عن حقهم فى الاستقلال، ولأنه أول الذين تخلوا عنهم فى مواجهة القوات التركية فى الشمال الشرقى السورى، رغم أن الأكراد كانوا هُم الذين أسعفوا الأمريكيين ووقفوا إلى جوارهم فى ملاحقتهم للدواعش فى المنطقة ذاتها من سوريا!

وأما حكاية أنه رجل يحب النفط، فكل الساسة فى العالم يحبون النفط، ولكن ليس على طريقة ترمب، الذى يحب الاستيلاء عليه، ولا يحبه لذاته.. وإذا أردنا دليلًا فلنرجع إلى كلام رسمى بهذا الشأن صادر الأسبوع الماضى على لسان إيجور كوناشينكوف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الدفاع الروسية شخصيًا!

عودوا إليه وسوف ترون الطريقة التى يحب بها ترمب النفط!