رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المتابع لأحوال الصحفيين الحزبيين الذين توقفت صحفهم عن الصدور عقب 25 يناير، يتأكد أن القائمين علي أمور الصحافة والعاملين بها حولوها إلي مهنة بلا إنسانية، بعدما عجز المجلس الأعلي للصحافة ونقابة الصحفيين عن إيجاد حل لعشرات الصحفيين العاطلين عن ممارسة المهنة لتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم طوال 5 سنوات، وتركوهم عرضة للمهانة يعيشون علي بدل تكنولوجيا هزيل، بعد أن عانوا «المفرمة» قبل 25 يناير من اضطهاد الحكومات والمتابعات الأمنية لأنهم خارج السرب كانوا يغردون، يكشفون الفساد والاستبداد ويفضحون الاحتكار والتوريث التمديد.

وجاءت ثورة 25 يناير وبدلاً من التكريم دفع الصحفيون الحزبيون ثمن مواقفهم ونالوا جزاء «سنمار» ما اضطرهم إلي الاعتصام أمام قصر الاتحادية، وداخل نقابتهم وفي المجلس الأعلي للصحافة.. بل المبيت في الشارع أمام مجلس الشوري ذلك في عصر «مرسي»، ولا يريدون تكرار نفس الممارسات حتي لا يقال عنهم من أعداء الوطن صحفيون إخوان يعتصمون ويحتجون.

ولو تابعنا موقف نقابة الصحفيين في حل الأزمة بدءاً من مجلس الأستاذ «ممدوح الولي» الذي كان في طريقه إلي حل الأزمة، لكن انحياز الزملاء إلي صف الدولة المدنية ورفضهم حكم الإخوان، وهتافهم بسقوط حكم المرشد علي سلالم النقابة وأمام «الاتحادية» وأمام «أحمد فهمي» رئيس مجلس شوري الإخوان، ومسيراتهم المتعددة إلي ميدان التحرير قضي علي الحل تماماً، ثم جاء نقيباً الأستاذ «ضياء رشوان» الباحث في مركز الأهرام، فأدار ظهره لزملائه، وبحث عن الفضائيات، وتفرغ للبرامج، ولم يفكر في طرح أزمة الصحف الحزبية في أي من هذه اللقاءات، وبعد مجيء الأستاذ «يحيي قلاش» نقيباً للصحفيين تنفس الزملاء الصعداء، وقالوا إنه نقابي قدير ومتمرس في حل مشاكل الصحفيين، ولكن يبدو أن الحمل ثقيل والعقبة كئود، فاعتبر أن الأزمة لم تنشأ في عهده وسبقه إليها مجلسان لنقابة الصحفيين فماذا هو فاعل غير الانتظار؟

وإذا نظرنا إلي دور المجلس الأعلي للصحافة فهو لا يهتم بالصحف الحزبية ويتعامل معها مثل زوجة الأب المفترية، ويتعامل بمبدأ «الخيار والفقوس» ويري الصحفيين الحزبيين أولاد البطة السوداء ولا يستحقون غير «الفقوس» وهذا ما تؤكده جميع قراراته وانحيازاته البعيدة تماماً عن معاناة الصحف الحزبية فأصبح هم الصحفيين كالح وكيلهم طافح.

والحقيقة أن الأزمة لها عدة أوجه:

1- المشهد العام: يوجد صحفيون عاطلون دون مظلة تأمينية، أو ضمانة اجتماعية، وأغلقت مكاتب المسئولين في وجوههم طالما لا يعملون في صحف حكومية، مع أن الجميع يعرفون الأزمة لأن الزملاء يفترشون بلاط نقابة الصحفيين يعرضون مشكلتهم طالبين حلاً لأزمتهم فلا يجدون، فتأكدوا أن شجرة الصحافة أصلها فاسد وفروعها شعارات وعليهم أن يحضروا «تريلات» ويحملون عليها ما لذ وطاب من هذه الشعارات.

2- وراء الكواليس: الزملاء الصحفيون يعرضون مشكلتهم علي جميع السادة الذين يتصدرون المشهد الصحفي والإعلامي، وكنت حاضراً اللقاءين عسي أن يتحمسوا ويعرضوا أزمة زملائهم العاطلين استناداً إلي قيم وثوابت المفترض يتميز بها جميع الصحفيين طالما نجدهم يتولون الدفاع عن قضايا غير الصحفيين بحماس منقطع النظير، ولكن من زملائهم علي الحياد يقفون وبعدم مبالاة لأزمتهم يتعاملون وكأنهم لا يرون ولا يسمعون، وبالطبع عن أزمة الصحف الحزبية لا يتكلمون.

3- الصورة العامة: انبعاث أدخنة ملوثة وروائح كريهة في الوسط الصحفي تؤكد لا مكان للصحفيين الحزبيين، وضاعت معايير الصداقة والزمالة والشهامة والإنسانية، وطبقت مقولة «ما عدوك إلا ابن كارك» مع أن الكثيرين منهم يطالبون بحقوق الصحفيين في الحصول علي المعلومة دون أن يروا أن من حقه الحصول علي لقمة العيش أولاً، وغيرهم يتشدقون بمعايير الشرف الصحفي ويتناسون الشرف والضمير الإنساني، ويحذقون ويسعلون ويصرخون دفاعاً عن كرامة المهنة.. ونتساءل: هل توجد كرامة لبائس جائع أو لمشرد ضائع؟