عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

 

 

 

 

 

وقع تحت بصرى بالصدفة «بوست» على أحد مواقع التواصل الاجتماعى كتبته الزميلة حنان فهمى، مدير تحرير «الوفد» عن رئيس تحرير «الوفد» الأسبق الكاتب الراحل جمال بدوى، كان «البوست» وفاء وعرفانا لكاتب قدم الكثير لجريدة «الوفد» وعشاق التاريخ العربى والإسلامى سواء عبر كتاباته فى «الوفد» أو عبر برنامج «قطايف» الذى كان يقدمه فى التليفزيون المصرى، وقد ذكرت الزميلة حنان أن جمال بدوى كان يختارها لقراءة مقالاته قبل الدفع بها للنشر لمراجعتها وتصحيحها إن أمكن، والحقيقة أن ذلك لم يكن غريباً على الكاتب الراحل الذى كان يفضل المهنية والأخلاق قبل أى شىء آخر فى بلاط صاحبة الجلالة، وقد أثار «البوست» ذكريات حول علاقتى بالكاتب الراحل التى امتدت منذ سنة 1986، حتى أواخر التسعينيات تقريبا حين قدم استقالته لجريدة «الوفد» لأسافر بعدها إلى الخارج وتنقطع أخبارى عنه سوى من بعض الزملاء حتى علمت برحيله حين كنت فى الخليج، وقد حزنت لرحيله كثيرا خصوصا أن الأستاذ الراحل جمال بدوى صاحب فضل كبير علىّ لا يمكن أن أنساه أبدا ما حييت.

قد لا يعرف الكثيرون أننى عملت بـ«الوفد» بعد أن توسط لى الزميل عماد عريان الكاتب بالأهرام، بعد أن أوصاه بى الزميل علاء العطار الكاتب بالأهرام لكى أعمل فى جريدة «الوفد». كان الزميل عريان يعمل وقتها فى القسم الخارجى بجريدة «الوفد» وكلم عنى الأستاذ جمال بدوى فوافق على اختبارى مهنيا وكلفنى بإعداد بعض التحقيقات الصحفية، ونجحت فى الاختبار لأعمل فى قسم التحقيقات تحت رئاسة الزميل محمد الشربينى، كانت سنوات حافلة بالعطاء، وقد لاحظت أن الأستاذ جمال بدوى كان يختار تحقيقاتى لنشرها فى «الوفد» الأسبوعى، وسرعان ما تطورت العلاقة بيننا إلى تكليفى بإجراء حوارات صحفية مع أعمدة ورموز السياسة والثقافة والاقتصاد، وكان الراحل يحتفى بنشرها على صفحة كاملة بـ«الوفد».

وخلال عملى تحت رئاسة الأستاذ جمال بدوى مديرا لتحرير الوفد ثم رئيسا للتحرير، لاحظت أنه لا يجامل أبدا فى قواعد النشر الصحفى، النشر لديه للأفضل والأكثر مهنية ولا مجال لديه للوساطة أبدا، كما كان لا يتورع عن فصل أى زميل لا يلتزم بالقواعد المهنية أو الأخلاقية أو الاجتماعية، وكان الراحل يكلفنى بإعداد الملفات الصحفية الخطيرة مثل ملف العمالة المصرية بالعراق والآثار المصرية الإسلامية فى شارع المعز وشركات توظيف الأموال، وأذكر أن الراحل كان يتمتع بخفة ظل وسخرية لا حدود لها، أذكر أن زميلا نشر خبرا أثار ردود أفعال واسعة، فطالبه بالكشف عن مصدره ولما ذكر له المصدر قال له أنت تتحدث عن القرية وكأن أهلها جميعا يوافقون على هذا الكلام المنشور، فلما أجاب الزميل بالإيجاب، قال له: إذن أريد تفويضات من أهالى القرية لنشر الموضوع كما فعل المصريون مع سعد زغلول حين طالبوه بالتفاوض مع الإنجليز لنيل الاستقلال بعد ثورة 1919، وبخلاف موهبته فى الصحافة كان الراحل موسوعة فى التاريخ المصرى الحديث والإسلامى أيضا، رحم الله الفقيد الراحل جمال بدوى وأسكنه فسيح جناته.