رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

 

الدور المصرى فى أفريقيا فقد قبل عام 2011 كإحدى دوائر الأمن القومى لأسباب كثيرة أهمها التأرجح بين تبعية قوة عالمية من فترة لأخرى حدث هذا فى فترة الستينيات بالتبعية للاتحاد السوفيتى والتحول في السبعينيات نحو الولايات المتحدة الأمريكية مع بقاء أغلب الدول الأفريقية على توجهاتها السياسية الخارجية مما نتج عنه انطفاء الدور المصرى تدريجيا لتبحث دول القارة السمراء عن بديل لمصر والذى لم تجده إلا فى حنان إسرائيل الآن تسعى مصر لاستعادة دورها عبر إستراتيجية تضمن لها أولا بالنسبة لمياه النيل استمرار المفاوضات الجادة خاصة فيما يتعلق بسد النهضة ومتابعة المشروعات المائية التى تقام في دول الحوض مع دعم التعاون فى مجال الموارد المائية وتقديم مصر لخبرتها ثانيا بالنسبة لعلاقات مصر مع دول الحوض خاصة بعد رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى العمل على طرح مبادرة لتنمية دول حوض النيل ودعم مسيرتهم نحو التنمية ثالثا بالنسبة لعلاقات مصر مع دول القرن الأفريقى وهى الصومال وجيبوتي واريتريا بالعمل على مساندة حقوقهم المشروعة سواء نحو تحرير أرضهم المحتلة أو مكافحة القرصنة والهجرة غير الشرعية والدعم التعليمى والصحى والزراعى، رابعا: بالنسبة لعلاقات مصر مع دول الجنوب الأفريقى من خلال تعزيز التبادل التجارى بين مصر ودول الكوميسا ودعم التواصل الثقافى والدينى أخيرا علاقات مصر مع دول الحزام الإسلامى ووسط وغرب أفريقيا وهو من عمق الأمن القومى خاصة فى ظل ما تشهده منطقة دول الساحل والصحراء من توتر نتج عنها تنامى التنظيمات الإرهابية أو الحركات الانفصالية أو حتى محاولات الانقلاب.

ما نحن فيه يستدعى أن تركز الإستراتيجية السابقة على أن مشروعات التنمية التكاملية هى قاطرة النمو الاقتصادي لدول القارة وأن التنوير والوعى الثقافى حل سحرى لكثير من أعمال العنف داخل القارة وأن التنسيق الأمنى وتسوية النزاعات كفيل باحتواء الأزمات المفتعلة والمدبرة وأن تطوير دور الأزهر كمنارة لتصويب الفكر المتطرف والمنحرف نقطة البدء فى نشر ثقافة الإسلام السامية.ولكن يبقى الجزء الأهم ضرورة متابعة تنفيذ اتفاقيات التعاون القائمة بين دول القارة بما يضمن تعظيم المردود خاصة وأن أغلب دول القارة السمراء اتجهت بالتبعية نحو الجناح الإسرائيلى الذى بدا لهم كجناح ريش نعام وبالتالى فالتعاون مع الجناح الإسرائيلى أمر لا مفر منه خاصة بعد تعالى الأصوات المناهضة لذهاب مياه النيل لإسرائيل عبر سيناء، كثير من الأصوات ترفض هذا الأمر فهل تقبله إسرائيل؟ لا شك أن إسرائيل سعت بعد معاهدة كامب ديفيد لوصول مياه النيل إليها لتحقيق نهضة بحثية زراعية وبالفعل توصلت إليها إسرائيل بدون وصول مياه النيل اليها فهل تقبلها الآن فى ظل ما يحمله مرور المياه عبر سيناء من توطين أكثر من 6 ملايين مصرى وإقامة مجتمعات عمرانية وسكانية وزراعية وصناعية وسياحية بصورة تجعل من سيناء قاطرة للتنمية فى مصر وبصورة تجعل من الصعب بل والمستحيل أن تفكر إسرائيل فى تنفيذ حلمها من النيل إلى الفرات.ومن المؤكد أن قمة المنتدى الروسى الأفريقى فى سوتشي الروسية ستكون بداية لتجميع دول القارة حول قطب واحد لأن التفرق على أكثر من قطب سيولد احتقانات ذقنا مراراتها سابقا وتشهد عليها العلاقات المصرية الأثيوبية بداية من هيلاسيسى ومرورا بمنجتستو وانتهاء بأبى أحمد الذى نال نوبل للسلام فهل يفعلها وينهى حالة الظلام لننتقل فعلا لحالة السلام؟.

رئيس المنتدى الإستراتيجي للتنمية