عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

للدولة شبكة أعصاب مثلها مثل أي كائن حي.. عندما تنكشف شبكة أعصاب الدولة تصبح كأسلاك الكهرباء العارية التي تصعق من يقترب منها.. مصر كدولة بدأ التاريخ الانساني من عندها قبل سبعة آلاف سنة وكدولة اليوم تجاوز تعداد سكانها المائة مليون نسمة هي دولة مفترض أنها ليست قابلة للانكشاف.. من الممكن أن تعصف بها أزمات وترهقها حروب ولكنها بقوانين التاريخ غير قابلة للسقوط.. الامبراطوريات التاريخية تسقط كمشروع امبراطوري ولكن الدولة التى حملت عبء هذا المشروع لا تسقط أو تزول.. الامبراطورية الرومانية سقطت ولكن بقيت دولة روما، والامبراطورية الفارسية سقطت ولكن بقيت دولة ايران، الامبراطورية السوفيتية سقطت وبقيت دولة روسيا، وستسقط وتتفكك يوما ما الامبراطورية الأمريكية ولكن لن تزول دولة أمريكا.. الكيان السياسي الأوحد في العالم اليوم القابل للزوال يوما ما هي اسرائيل لأنها دولة مصطنعة نشأت بقرار دولي لتحل مكان دولة وشعب موجودين في المكان منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة.. مصر الدولة تخوض حربا ضد الإرهاب – وهي حرب لا تقل قداسة عن حروب تحرير الأوطان.. السؤال : هل الحرب على الارهاب تجمد مفاصل الوطن أو تكشف شبكة أعصابه ؟ هذا غير صحيح وغير مقبول التفكير بهذا الشكل..مصر الدولة خلال ما يقرب من ست سنوات مضت حققت الكثير من مشروعات التنمية وتبنت برنامجًا اقتصاديًا محددًا بغض النظر عما سيحققه.. كل ذلك في قلب الحرب على الارهاب.. أيضا الثورات لا تكشف أعصاب الدولة.. ربما تكشف عن حقيقة ضفيرة أعصاب المجتمع وتشير الى مواضع الالتهاب والقوة والضعف ولكنها ليست هي التي تصنع حالة انكشاف.. الأدق في التعبير القول بأن الثورات الكبرى التي تسقط أنظمة وتنهي عصورًا تكشف عورات هذه الأنظمة الساقطة وتدفع لإعادة قراءة تلك العصور التي انتفضت لوضع نهاية لها.. ثورة عرابي 1881 تكشف لنا حتى اليوم كيف أدت سياسات اسماعيل وتوفيق الي تمكين الانجليز من احتلال مصر.. ثورة 1919 تؤكد لنا أحداثها حتى اليوم أنها حالة الحمل التاريخية التي خرجت من رحمها الوطني ثورة يوليو 1952.. نهضة الليبرالية المصرية أدبا وفنا وعمارة بدأت على أثر ثورة سعد زغلول وأكبر تنمية اقتصادية وتحول اجتماعي في مصر الحديثة بدأ على إثر ثورة يوليو 52.. ثورة 25 يناير 2011 لم تضعف مصر وهذا ما تؤكده ديباجة دستور 2014 ولكن مصدر الاضعاف كان من القوى التي تقاعس المستحق بينها عن تحمل مسئولياته وتقدم الطامع بينها لنيل ما لا يستحق ولا يستطيع.. تاريخيا يمكن القول بأن الدول لا تكشفها التحديات والمخاطر ولكن تقويها في حالة رشد القيادة القادرة على استلهام مخزون الوطنية من بطن المجتمع وعقله.. شارل ديجول حرر فرنسا من النازي من وراء ميكرفون في لندن وآية الله الخوميني غير تاريخ ايران الحديث بشرائط الكاسيت قبل أن تهبط الطائرة التي عادت به من منفاه بمطار طهران.. رواندا دولة صغيرة من دول وسط أفريقيا تعدادها عشرة ملايين نسمة ومساحتها لا تتعدى 25 ألف كيلومتر مربع، وشعبها ينقسم عرقيا الى قبيلتين هما « التوتسي والهوتو».. دمرتها تماما حرب اهلية استمرت من 1990 الي يوليو 1994 بين ابناء القبيلتين المتصارعتين على السلطة.. الحرب قتلت بوحشية قرابة 2 مليون وخلفت مئات الآلاف من المعاقين بدنيا ونفسيا.. رغم كل هذه الفظائع لم تنكشف رواندا وخرجت من تحت ركام الحرب لتجد بعد قليل نفسها في عهدة قيادة سياسية رشيدة نقلت البلاد من رعب القبور الى فضاء النور والتطور.. الناتج القومي لرواندا كان لا يتعدى 900 مليون دولار سنة 1994، أصبح الآن 11 مليار دولار سنة 2018.. كيجالي عاصمة رواندا صنفتها الأمم المتحدة كأجمل مدينة أفريقية العام الماضي..مناخ الاستثمار في رواندا سمح بالترخيص لعشرة آلاف شركة ولا يتطلب انشاء شركة سوى ملء استمارة على موقع إلكتروني.. رواندا هي الراعي الرسمي لفريق أرسنال الإنجليزي وعلى قميص لاعبي أرسنال « الآن عبارة VISIT RWANDA » زوروا رواندا.. رواندا حاليا هي أول دولة على مستوى الشفافية ومكافحة الفساد في إفريقيا.