رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 هذه حقيقة.. لا مراء فيها.. «ما وصلت له سوريا الآن من دماء ودمار وتدخلات خارجية السبب فيه هم أهلها الذين انساقوا وراء دعوات التخريب».. ومن يقول غير ذلك ضال أو مكابر.. فما كان لهذا الصراع الذى بدأ فى سوريا منذ أكثر من سبع سنوات أن يتحول إلى حرب أهلية شاملة.. إن أراد الشعب السورى نفسه ذلك.. وآثر الحفاظ على الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه على حمل السلاح من أجل تحقيق أطماع طائفية ضيقة أو الانقياد إلى أجندات ومؤامرات خارجية تزج بالبلاد فى آتون الاقتتال والاحتراب والفتنة.. والاحتلال.

•• المشهد السوري

بدأ بصورة زائفة فى مارس من عام 2011.. لشعب يخرج فى مظاهرات سلمية مطالبا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. تأثرا بالسيناريو المستورد «سابق التجهيز» الذى نجح فى الإطاحة بنظامى حكم زيد الدين بن على فى تونس وحسنى مبارك فى مصر.

لكن.. لأن سوريا ليست كتونس ومصر من حيث التنوع الطائفى والتركيبة السياسية المذهبية التى جعلت منها برميل بارود قابلا للاشتعال والانفجار فى أى وقت.. فقد تحول المشهد فى سوريا سريعا إلى حرب أهلية متعددة الأطراف تدعمها وتؤججها تدخلات دولية خارجية.. مغرضة ومتآمرة.. ثم تحول الوضع إلى صراع طائفي.. سنى شيعي.. أو سنى سني.. وحملت فصائل الشعب السلاح لتحارب قوات النظام.. لينتهى الأمر بالأشقاء السوريين إلى «حرب بالوكالة» تدور رحاها فوق أرضهم.. بمشاركة قوى دولية كبرى لا تحركها إلا مصالحها ومطامعها.. وإن كانت تزعم كذبا وزورا أنها تحارب من أجل سلام واستقرار الشعب السورى الذى صار الآن بين مشرد أو ذبيح أو أسير.. وصار وطنه فريسة لمعاول الهدم ونصال سيوف التمزيق والتقسيم.

•• علينا أن نفهم ذلك

ونحن نتبع تلك الحلقة الجديدة من حلقات «حروب الوكالة» الدائرة فوق التراب الوطنى السوري.. والتى تتمثل فى الغزو التركى لأرض سوريا تحت الشعار الزائف «نبع السلام» لغزوهم العسكرى الذى لا يحمل فى حقيقته إلا الشر والخراب.. فليس خافيا أن «لص أنقرة» إنما يسعى من وراء عدوانه هذا إلى فرض نفوذه فى شرق سوريا بهدف إزالة هوية الأكراد الساعين إلى الانفصال وإقامة دولتهم المجتزأة من الأراضى السورية والتركية والعراقية.. ولا يقتصر الأمر على ذلك.. بل يسعى الأتراك أيضا إلى توسيع مناطق نفوذهم فى سوريا وفرض خريطة النظام الإقليمى الجديد.. بالمساهمة مع حلفائهم.. حماية لوجود ولمصالح اسرائيل.

ومن أجل ذلك أيضا نقول: إن كثيرين منا لا يدركون ولا يعون حجم وطبيعة الخطر الذى يتهدد بلادنا.. ويزداد عنفا وتأثيرا كلما أظهرت مصر وقيادتها قوة وصلادة.. وتصديا واعيا لكل المخططات الشيطانية.. والمجنونة.. التى تستهدف–بأى وسيلة–تنفيذ المؤامرة الكبرى لتفجير منطقتنا بالكامل.. وتفتيتها.. وإعادة رسم حدودها وفق معايير وأسس دينية وعرقية وطائفية وعنصرية.. تحقق مصالح ونفوذ القوى العظمى التى يعاد الآن تشكيل خرائطها.. ويحتدم صراعها فيما يبدو وكأن العالم على شفا حرب عالمية ثالثة مدمرة.. لو تفجرت شرارتها ستباد شعوب كاملة وتختفى دول.. وتدمر حضارات..

•• إذا أردت أن تتأكد بنفسك من ذلك

انظر فيما هم غارقون فيه الآن.. فعل سقيم.. وجدل عقيم.. وصراعات وأزمات يومية مفتعلة.. وعشوائية.. حول: من الأحق بماذا؟.. ومن المخطئ ومن المصيب؟.. ماذا يدخل جيوبنا؟.. ومن أين؟.. نأكل ماذا ؟.. وبكم؟.. وماذا استفدنا من تخفيض سعر البنزين 25 قرشا؟.. وهل أخطأت الدولة عندما بنت قصرين جمهوريين فى العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة أم لم تخطئ؟.. ومن الذى يبقى ومن الذى يرحل؟.. ومن المسئول عن أزمة سد النهضة؟.. وهل محمد صلاح إخوانى أم مخادع يدعى حسن الخلق بينما يقبل الظهور فى صور مع عارضة أزياء تحتضنه؟.. إلخ.. إلخ..!!.

وللأسف يحدث كل ذلك.بينما يتساقط العشرات والمئات من خيرة شبابنا وأعز رجالنا.. فى ساحات الشرف والقتال.. فى سيناء.. ما بين شهداء وجرحى فى مواجهة عصابات الخسة والغدر والإرهاب.. ولا أحد من كتائب التحريض والإحباط والدعوة إلى هدم المؤسسة العسكرية المصرية يجرؤ على أن يجيب عن السؤال: ماذا لو لم يكن فى مصر جيش قادر على مواجهة هؤلاء المجرمين.. ومحاصرتهم فى أوكارهم ومنعهم من الوصول إلى بيوتنا.. ألم يكن مصيرنا سيؤول إلى نفس مصير أشقائنا السوريين..؟!.

•• من قبل

قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حواره الصحفي: «أنا لا يوجد لدي قلق خارجي.. لكن قلقى من محاولات الاستهداف من الداخل المصري».. وهذا هو مغزى تحذيره مرة أخرى فى خطابه الأخير من أن مصر لن يتكرر فيها سيناريو سوريا أو أى دولة أخرى.. لا لشئ إلا لأن مصر قوية.. بشعبها.. وبجيشها.. وبقيادتها.