عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

 

لن يصدق أحد فى العالم كله أن العرب جادون فى موقفهم الرافض للعدوان والغزو التركى للأراضى السورية.. طالما ظلوا عاجزين عن اتخاذ قرار فورى.. ليس فقط بعودة سوريا إلى مقعدها المجمد فى جامعة الدول العربية.. بل بإلغاء كل ما اتخذوه من قرارات وإجراءات ضد الدولة السورية.. وأيضًا طالما ظلت مسألة «العودة السورية» أمرًا معقدًا «يحتاج إلى بلورة» وتترتب عليه «مسئوليات وأعباء على النظام السورى» نفسه.. وفقًا لما صرح به قبل ساعات أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.. وطبعًا أول هذه الأعباء أن يخرج بشار الأسد من المعادلة السياسية السورية.. لتحل محله قيادة أخرى «على هوى ومزاج» من يرهنون عودة سوريا إلى الجامعة بتنحى الأسد عن الحكم.

<>

يبدو الضمير العربى فى نوبة يقظة جديدة.. على وقع الغزو التركى لسوريا الشقيقة والمذابح التى يرتكبها «الجيش المحمدى» المزعوم للأكراد المسلمين.. تمامًا مثلما استيقظ الضمير العربى من قبل على مشاهد حرق حلب ومجازر الأطفال والنساء والشيوخ تحت القصف العشوائى «اللقيط» الذى تنصلت كل أطراف الصراع من المسئولية عنه.

وفى يقظة الضمير هذه نعود لنطرح السؤال: هل من العدل والضمير أن تواصل بعض الأطراف العربية اختزال الموقف تجاه سوريا الشقيقة فى الغضب من النظام السورى.. واتهامه بحرق شعبه.. لأنه يتمسك بالسلطة ويرفض التنازل عن مقعد الحكم؟

فى رأينا.. إن المشهد السورى أعقد من ذلك بكثير.. ولا بد من فهم خريطة الصراع الدائر على الأرض السورية.. ومواقف ودوافع كل أطرافه.. الداخلية والخارجية.. وأولها موقف الرئيس بشار الأسد نفسه.. الذى يرى أن هناك نقطة مفصلية فيما يحدث.. هى الغزو الأمريكى للعراق فى عام 2003.. وما انتهى له الحال من حرب طائفية.. وبالتالى انتقال جزء من هذا الوضع إلى سوريا.

ومن وجهة نظر الأسد.. أن هذا هو ما هيأ الظروف للتناحر والصراع.. بدعم غربى.. و«أموال شقيقة».. وتخطيط وتدخل مباشر من تركيا التى يحكمها الإخوانى أردوغان الذى يتوهم أن تغيير الأوضاع فى سوريا والعراق.. ومصر أيضاً.. سيفتح الطريق أمام بناء «إمبراطورية إخوانية» يحكمها أردوغان نفسه.

<>

صار رحيل أو بقاء بشار هو العنصر الأهم فى معادلة الصراع السورية.. فالمعارضة السورية تشترط على روسيا وإيران قبول رحيل بشار.. إذا أرادتا أن تكونا جزءًا من حل الأزمة.. وهما ترفضان.. لأن روسيا ترى فى بقائه تأكيدا لنفوذها السياسى وحفاظًا على مصالحها العسكرية والاقتصادية.. أما إيران فمعلوم أنها تربطها بالنظام السورى مصالح استراتيجية ومذهبية تاريخية وممتدة.. باعتبار أن دمشق هى بوابة نفوذ إيران إلى باقى دول الوجود الشيعى.

الدول الرافضة لبقاء الأسد.. لكل منها أيضًا مصالح تدفعها لهذا الرفض.. تركيا تدعم إسقاط الأسد لإضعاف نفوذ إيران عدوها الإقليمى اللدود.. أيضًا السعودية ترى أن إنهاء النفوذ الإيرانى فى المنطقة يحتم رحيل بشار.. أما أمريكا والغرب فهما مستمران فيما بدأه فى العراق.. وسعيهما المجنون لفرض مخطط التقسيم الساعى لتمزيق دول المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية.

ويبقى الشعب السورى وسط خريطة الصراع هذه أمام أحد ثلاثة خيارات.. إما أن ينجح النظام الحاكم - بدعم خارجى - فى سحق معارضيه.. أو ينهار حكم بشار أمام المعارضة التى تتزايد قوتها بدعم وتدخل مباشر أيضًا من أطراف خارجية.. أو ينتهى الحال إلى فرض مخطط تقسيم الدولة.. لينتقل الصراع بعدها إلى دولة أخرى.. مثلما حدث مع العراق من قبل.

< يا="" إخواننا="">

نسألكم وأنتم تواصلون البحث عن «بلورة» لمسألة عودة سوريا إلى مقعدها الطبيعى فى «محفلكم الكريم»: كيف تتحقق مصلحة العالم ومصلحتكم بإضعاف كيان دولة وتدمير جيشها.. بينما هى تواجه خطر الإرهاب الذى يهددها بالتقسيم والتدمير.. وتتقاذفها الصراعات الطائفية والمذهبية؟

هل يصب ذلك إلا فى مصلحة تمدد نفوذ الإرهاب الذى لا سبيل إلى مواجهته إلا بالحسم العسكرى أولاً.. ثم بالوقف الفورى للتدخلات السياسية والعسكرية والأمنية من جانب بعض الدول فى شئون غيرها من الدول التى يفترسها شبح الإرهاب.. مثل سوريا الشقيقة.. انطلاقًا من رغبة تلك الدول المحمومة والمسمومة فى الهيمنة المذهبية أو العقائدية.. أو سعيها إلى فرض مناطق نفوذ أو تقمص أدوار إقليمية تشبع غرورها.. دون أى اعتبار لعواقب هذا التدخل من تأجيج لممارسات الاستقطاب الطائفى والمذهبى.. وتفكيك للمؤسسات السيادية وتهديد لوحدة وسلامة الشعوب؟!