رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

قديماً قال نابليون بونابرت «إننى أتوجس خيفة من ثلاث جرائد أكثر مما أتوجس من مائة ألف مقاتل».. وتتجلى هنا عبقرية بونابرت كقائد عسكرى فذ.. بإدراكه المبكر لأهمية الصحافة.. وتنبؤه بما يسمى بحروب الجيل الرابع.

وإذا كنا اليوم نواجه واحدة من أقذر تلك الحروب.. فعلينا أن ندرك حقيقة أن الإعلام هو سلاحها الرئيسى.. وأن ذلك الإدراك يجب أن يتحول إلى مبدأ أساسى ودعم حقيقى للإعلام ليتمكن من القيام بدوره المفترض.. وقوة ذلك السلاح لا تتجسد إلا فى عنصرين رئيسيين، المصداقية والاحترام.. فالإعلام الذى يحظى باحترام المشاهد أو القارئ، وحده يستطيع إقناعه بما يقدمه له.. والإعلام الذى يحظى بالمصداقية والثقة وحده الذى يهرع إليه الجمهور لمعرفة الحقيقة ومتابعة الأحداث.. ودعونا نعترف بأن إعلامنا فقد الكثير من قوته طيلة الفترة الماضية.. ولم يعد هو الخيار الأول للحصول على المعلومة.. وهو ما أدى إلى سعى الكثيرين للبحث عنها لدى الآخرين.. وأول خطوة يجب أن يخطوها إعلامنا لاستعادة مكانته هى بناء جسور الثقة من جديد مع جمهوره.. واكتساب احترام متابعيه من خلال ممارسة إعلامية مهنية وجادة.. فالجمهور لا يمكن أن يحترم من هلل للشىء وضده.. ولا يصدق ما يقوله، وإن كان صدقاً.. ومثل هذا لا يمكن أن تصل رسالته إلا فى صورة هزلية تثير السخرية والتندر.. متجاوزة البحث فى مصداقية الرسالة.. وكما يتندر المصريون على وسائل التواصل الاجتماعى «لو دعا فلان لنبى لكفر به الناس».

فالأمر جاد، ولا يمكن الاستخفاف به.. ليكون مجرد تغيير فى الوجوه دون السياسات أو العكس.. وبقدر احتياج الإعلام للدعم.. بقدر احتياج المجتمع لإعلام يمثله.. يمارس دوره الحقيقى فى مراقبة الحكومة وتتبع العمل العام.. يكون حلقة، وصل بين الشعب والحاكم يحمل له طموحاته وآلامه.. كما يكون أداة رقابية فى يد الحاكم.. وعين ثالثة له تضع أمامه ما لا تستطيع أجهزة الرقابة الرسمية الوصول إليه.. فمخطئ من يظن أن احتياجنا اليوم لدور الصحافة والإعلام الجاد يقتصر على التصدى لتلك الهجمة القذرة التى تتعرض لها مصر فحسب.. بل هناك مهام أخرى كثيرة عجز إعلامنا عن القيام بها.. ففقد الكثير من مصداقيته وتأثيره.. وانصرف عنه الجمهور.. وهنا مكمن الخلل.. فلابد أن يعود الإعلام لجمهوره دون ابتذال أو استخفاف بعقله.. كما يجب أن تعود الصحافة كما كانت «السلطة الرابعة».. ويجب ألا ننسى دوماً أن من أضعفوا إعلامهم سقطت دولهم وخسروا حروبهم.. ولم تثبت مجتمعاتهم الهشة أمام أول حملة أكاذيب شنتها عليهم أفعى الجزيرة.. من العراق لسوريا لليمن وليبيا.. حفظ الله مصر من كل شر ورد كيد أعدائها فى نحورهم.

[email protected] com