عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

نحن لنا عتاب على حزب الوفد وإن كنا لا نحب كلمة «حزب» ونفس العتاب وأشد على جريدة الوفد... من «نحن».... نحن أسرة جريدة «المصري»... المصرى الذى كان سببًا فى نجاح الثورة... المصرى الذى كان يسهر فيه كل ليلة بلا انقطاع جمال عبدالناصر ومن يريد عبدالناصر أن يجلس معهم.. المصرى الذى وافق على كل ما طلبته الثورة بعد ساعات من نجاح الثورة.... ساعات.... بعد ساعات فى «حوش» جريدة المصرى ولا أقول «حديقة»... بعد ساعات والكل وقوف فى الحوش يتبادلون الحديث عما حدث فى نفس اليوم... محمد نجيب، جمال عبدالناصر، عبدالحكيم عامر، صلاح سالم... وغيرهم مثل حفنى باشا محمود، وكامل الشناوى ومحمد محجوب المثقف الكبير رئيس وزراء السودان واحسان عبدالقدوس... فى وسط هذا الحشد قال محمد نجيب بصوته الهادئ: كنا فى الأسبوع الأول من الثورة قال نجيب يا ريت نجتمع مع النحاس باشا... كان لا أحد يعلم أن النحاس باشا كان فى حالة سيئة وزاره عدة أطباء، ولا أحد يعلم بذلك... وحجز له المرحوم محمود أبوالفتح موعدًا مع أكبر الأطباء فى سويسرا وسافر النحاس مع زوجته ونزل النحاس ضيفًا على أبوالفتح... هكذا قال كبار محررى جريدة «المصري»... ثم استدعاه أحمد أبوالفتح من مكتبه فى نفس المبنى... وأبدى محمد نجيب رغبته فى عودة النحاس فى هذه الأيام الحاسمة فى تاريخ مصر... وتحدث كثيرون ولكن لا أنسى ما همس به إبراهيم طلعت عضو الوفد وعضو دائم فى مجلس النواب... همس إبراهيم طلعت فى أذن أحمد أبوالفتح بأن محمد نجيب يريد «خطف» شعبية النحاس التى بلغت ما بلغت بعد إلغاء المعاهدة وهذا الكفاح المسلح الذى يجرى تلك الأيام.. ولكن أحمد أبوالفتح استبشر بما قاله رئيس الثورة نجيب وفى صباح اليوم التالى اتصل أحمد أبوالفتح وأخطر شقيقه محمود أبوالفتح بما حدث... وجاءت الاتصالات التليفونية من جنيف بسويسرا تؤكد أن النحاس يرفض حكاية أن يستدعيه أحد فيذهب اليه فوراً... وأن لا أحد يطمئن إلى ثورة لمجرد مرور ثلاثة أيام... وبعد الإلحاح من أحمد أبوالفتح وبجواره فى أكثر من مكالمة صديقه إحسان عبدالقدوس تقرر عودة النحاس بعد يومين وكان قد مضى يومان أيضًا ثم اشترط النحاس أن يرد محمد نجيب وكل مجلس قيادة الثورة الزيارة فى اليوم التالى! وبالفعل وصل النحاس ومن الطائرة إلى مركز القيادة رأسا وانتظر النحاس رد الزيارة فى اليوم التالى.... والذى يليه ويليه حتى يومنا هذا... كتبت «المصري» مقالات تآمرية ضد مجلس قيادة الثورة الذى لم يوف بعهده وبكلمته برد «الزيارتين»!

وتمر أيام ويصدر قرار مجلس قيادة الثورة بتقديم مصطفى النحاس وزوجته للمحاكمة أمام محكمة الثورة فتحولت جريدة «المصري» إلى طلقات نار ضد مجلس قيادة الثورة الذى لم تتم مهاجمتهم بمثل هذا العنف وبدأت مأساة مارس 1954 التى أقامت مظاهرات تم تمويلها من عبدالناصر شخصيًا كما كتب خالد محيى الدين فى كتابه «اعترافات عبدالناصر»!

رغم أن روزاليوسف لم تكن أقل من «المصري» فى الهجوم على الثورة إلا أن مجلس قيادة الثورة رأوا أن «المصري» هو الأكثر فاعلية وأكثر خطرًا على الثورة.... رغم سلسلة مقالات عبدالناصر ضد الثورة تحت عنوان خطير «العصابة التى تحكم مصر».... رغم ذلك تم الاكتفاء بسجن احسان فقط وتعذيبه وكان رأى عبدالناصر «تعذيب هذا المرفه المولود بملعقة ذهب كفاية عليه».

.....

ـ أعود.. لماذا العتاب؟

ـ بعد زوال كابوس عبدالناصر كانت الساحة ممهدة لعودة «المصري» بل صدر حكم نهائى بذلك فعلاً... وعودة كل شىء... ولكن دبلوماسية السادات وحلو كلامه، حتى إن قدرية هانم مصطفى قريبتى كانت سكرتيرة زوجته ومديرة منزله... رغم كل ذلك وغيره كان السادات يؤجل كل شىء حتى حكاية اقتطاع ثلث نادى الجزيرة وغير ذلك... كل هذا كان جاهزا للعودة فى نفس يوم مقتل السادات... ولسوء الحظ جاء من يحارب كل ذلك عندًا فى السادات... ولكن الآن... عهد العدل والشفافية والحب والأخوة... الآذان مغلقة والأبواب عليها القفل والمفتاح معا!... لماذا؟... فقط نريد أن نعرف لماذا... لا أزيد.... يا وفد.. أين أنت من مأساة أقرب الأقربين لك... لنا الله سبحانه وتعالى.