عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

ليت الحملة المسعورة التى تقودها قناة الجزيرة والعاملون بها والمستأجرون من خارجها والمتنطعون فى اسطنبول وبعض مكاتب المخابرات الغربية، على الجيش المصرى والقيادة المصرية أن تقرأ التاريخ جيدا، وهى تعوى فى كل اتجاه، لكى تدرك أن ما تروج له هو محض ترهات، وما ترنو إليه هو أضغاث أحلام، ممن تقودهم أحلام يقظة برغبة فى إعادة الزمن إلى الوراء، بهلوسات وافتراءات ومظلوميات كاذبة.

فالجيش المصرى هو أحد كبار البنائين لنهضة مصر الحديثة. وهو الجيش الوحيد ربما فى العالم الذى قاد ثورتين  فى قرنين متتاليين ،إحداهما الثورة العرابية فى نهاية القرن التاسع عشر، وثورة 23يوليو فى منتصف القرن العشرين، وكان ولا يزال جيشا وطنيا، يشكله ويقوده ويرأسه، أبناء الشعب المصرى من العمال والفلاحين وابناء الطبقة الوسطى من مختلف التخصصات، الذين لم يبخلوا بجهودهم وحياتهم وخبراتهم للذود عن مصالح الأمة والوطن منذ ما قبل عام 1948 وحتى الآن.

يعرف  الشعب القطرى الشقيق تلك الحقيقة جيدا وتحظى بدعمه وتقديره، ويدرك تماما أن الإمارة التى يعيش فيها، لا جيش لها، بل يحميها جنود مرتزقة من كل أنحاء الأرض، يقبعون فى قاعدتى  «العديد» البرية و «السيلية» البحرية أكبر القواعد الأمريكية فى المنطقة، والتى تحتل ثلث أرضه بجوار قناة الجزيرة، التى باتت الناطق الرسمى باسم التنظيم الدولى لجماعة الإخوان. ومن  القاعدتين انطلقت الطائرات والبوارج الحربية لغزو العراق واحتلاله، وتحطيمه ونهب موارده، وتسليمه لداعش، أشرس المنظمات الإرهابية وسط حركات الإرهاب الجهادى، ثم  إلى  حكم ولاية الفقيه، لتشعل بداخله حربا مذهبية، لا يعلم سوى الله متى تنتهى، وتدخل العراق طرفا دون إرادة شعبه وضد مصالحه، فى حروب إيران الدولية والإقليمية!

يعرف القطريون، كما يعرف غيرهم، الدور المخرب الذى يبدد به حكام بلدهم ثروات وطنهم سعيا لزعزعة استقرار دول المنطقة ،وتلبية لرغبات القوى الاستعمارية التى لا حدود لشرهها فى النهب والهيمنة حماية لأمن  إسرائيل، فضلا عن الجرى وراء أوهام إحياء دولة الخلافة  التى سقطت فى عقر دارها، وبات راعيها أردوغان يترنح على وقع الانقسامات فى حزبه الحاكم، وتزايد المعارضين لحكمه!

ما يفوت على الجزيرة وأبواقها المحرضة على استعادة أجواء الفوضى فى مصر وإسقاط الدولة، وعلى الأسرة الحاكمة القطرية وأذرعها الإخوانية الراغبة فى صنع تاريخ لها، حتى لو ملوثا بدماء الشعوب، أن الشعب المصرى يتعلم من تجاربه ،وحين «اتلسع من الشوربة» خلال سنة كئيبة من حكم فاشية دينية فاشلة وجاهلة ومسعورة للتملك والسلطة والبطش والإقصاء، فعمل على إسقاطها، صار «ينفخ فى الزبادى» كما يقول مثله الشعبى الرصين. لذلك و مهما بلغت درجة معاناته الحياتية، وسخطه على ما لا يرضيه من سياسات، فإنه غير مستعد لإعادة  فوضى الماضى القريب، وهو من دفع ثمنا غاليا من أمنه واستقراره المهنى والعائلى من النتائج المعروفة التى ترتبت عليها. والمؤكد أن هذا الماضى الإخوانى البغيض لن يعود، لسبب بسيط أنه لا أحد مستعد لنسيان الدماء الغزيرة التى سالت ولاتزال تسيل من قبل جماعة الإخوان وأنصارها من القوى الإرهابية المسلحة، لهدم معنويات الشعب المصرى، وقتل ابنائه وتحطيم مؤسساته الأمنية فى الجيش والشرطة، التى شكلت حائط صد بجانب وعى المواطنين امام «نظرية  الفوضى الخلاقة» التى صكتها المخابرات الأمريكية، ونفذتها أذرعها داخل الحكم وخارجه لتؤول دول المنطقة إلى ما آلت إليه من حروب أهلية، بين عرب وغير عرب، وسنة وشيعة ومسيحيين ومسلمين، وليصبح اللاجئون العرب، على رأس  قائمة الهجرة الشرعية وغير الشرعية فى العالم.

التبشير بعودة فوضى الماضى فى بلادى، هو كالمستحيل الرابع ،بعد الغول والعنقاء والخل الوفى.