رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

آثر مجلس العموم البريطانى فى أزمة «البريكست».. إلا أن يضرب المثل لبرلمانات العالم فى العمل البرلماني.. وحماية الدولة من جموح رأس السلطة التنفيذية.. لمَ لا، وهو أعرق المجالس النيابية فى العالم.. فبعد أن وصل بوريس جونسون إلى منصب رئيس الوزراء دون انتخابات حقيقية.. تخيل أن لديه من السلطة ما يمكنه من قيادة دولة بحجم بريطانيا وفق أهوائه.. لتشهد بريطانيا العظمى حالة فريدة من صراع السلطات.. فلا يخفى أن جونسون كان من أشد مؤيدى الخروج من الاتحاد الأوروبي.. يدفعه لذلك ميل شعبوى ونزعة يمينية.. وما إن اعتلى منصبه حتى شرع فى خطوات تصادمية ومتسارعة للخروج من الاتحاد الأوروبي.. غير عابئ بحجم الخسائر الاقتصادية التى ستلحق ببلاده.. تقدر مبدئيا بـ 16 مليار دولار فى قطاع الصادرات وحده.. أو شبح الركود الذى بات يخيم على واحد من أكبر اقتصادات العالم.. ويسعى جونسون لطمأنة منتقديه بعدة اتفاقات ثنائية.. فى مقدمتها اتفاق مأمول مع الولايات المتحدة الأمريكية.. وفى المقابل بدأت دول الاتحاد وفى مقدمتها ألمانيا وفرنسا.. فى اتخاذ مواقف أكثر تشددا تجاه بريطانيا.

فبعد أن استشعر تراجع أغلب المصوتين لصالح «بريكست» عن موقفهم.. ومعارضة البرلمان لتلك الخطوة دون اتفاق.. قرر جونسون تعليق أعمال البرلمان لحين انتهاء ترتيبات الخروج من الاتحاد الأوروبي.. حتى لا يدع فرصة لأحد لمعارضته.. وهنا انتفض نواب الشعب للدفاع عن الديمقراطية.. وتلقين رئيس وزرائهم درسا قاسيا عبر أربع صفعات متتالية.. افقدته توازنه، وربما أغلبية حزبه فى البرلمان.. فكانت الصفعة الأولى.. التصويت على قرار بسحب الاختصاصات التشريعية من الحكومة.. تمهيدا للثانية، مشروع قانون يمنع الخروج من الاتحاد الأوروبى دون اتفاق.. والثالثة، جاءت ردا على تهديد جونسون بالدعوة إلى انتخابات مبكرة.. فما كان من البرلمان إلا أن رفض الدعوة ببساطة.. لتبيت بريطانيا أمام أزمة تطرح العديد من التساؤلات حول مستقبلها.. إلا أن الديمقراطية وقوة برلمانها وحدهما قادران على طمأنة شعبها على مستقبلهم.

وعلى الرغم من أن نواب مجلس العموم قاموا بدورهم الطبيعى والمفترض.. فإن نواب حزب المحافظين خاصة ضربوا أروع المثل فى تغليب مصلحة الوطن على الانتماء الحزبي.. فكانت الصفعة الرابعة والأقوى بتصويت 21 نائبا من «العيار الثقيل» ضد توجه الحزب.. منهم 20 وزيرا سابقا وعميد البرلمانيين.. لم يهتزوا أمام رئيس الوزراء.. لم يصفقوا ويهللوا متبارين فى تمثيلية سمجة من النفاق والتزلف.. ولم يلتفتوا لقرار فصلهم من الحزب، وقد حازوا احترام العالم.. فاستحق برلمان بريطانيا أن نرفع له القبعات تقديرا واحتراما.. من مقاعد المتفرجين وكأننا نتابع فرق النصف نهائى فى كأس العالم!