رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى الجزء الثانى من فيلم الكنز للمخرج المتميز شريف عرفة استطاع عبد الرحيم كمال أن يقدم صورة سينمائية إبداعية تربط مصر الماضى والحاضر فى ضفيرة رومانسية تجمع بين التاريخ والسياسة والحب مع الإسقاطات الحديثة عن علاقة السلطة بالشعب ومفهوم الألهة الفرعون والكهنة كثالوث حاكم يسيطر بقوة على الشخصية المصرية المتمثلة فى الشعب الذى قد يرضخ حيناً للسلطة إذا ساندتها السلطة الدينية أو الكهنة أو المشايخ فى العصر الحديث إذ إن القصص الثلاث التى تعرض كتاريخ مصر فى اتصال سيناريو وحبكة درامية هى عن ثلاث حقب تاريخية بداية من العصر الفرعونى والملكة حتشبسوت ابنة الألهة والتى حكمت مصر وأبدعت وبنت أول مدينة للثقافة والفنون فى طيبة على يد المهندس المصرى سنموت وهو من وقعت فى غرامه وهواه وتحاكى المصريون عن حبهما وأنتج ذلك الحب والرباط الروحى معبداً ومقبرة ومدينة فنية تحدت الزمن والتاريخ لتظل شاهداً على عظمة الأجداد وروعة البناء والحضارة وكان الكاهن والمعلم عبد العزيز مخيون وهو من منح حتشبسوت صك الاستمرار فى الحكم إلى أن جاء كاهن آخر محى اسماعيل ليخير الملكة بين قلبها وعرشها فاختارت العرش لأن الألهة الفرعون والكاهن هم من يحكم العامة وفى مشهد رائع يظهر تحتمس الثالث (أحمد مالك) ويمنح عمته الحياة بعيداً عن العرش وعن الدماء ويعتلى هو عرش وملك مصر ليمحو تاريخها وفنها ومعابدها ومقبرتها وهى عادة مصرية أصلية تستمر مع حكاية على الزئبق (محمد رمضان) والشطار الثوار الذين يعرفون مكان الكنز فى صعيد مصر بعد أن أخذ العهد من حسن رأس الغول الذى قتل على يد رجال الكلبى مقدم درك مصر فى عهد الوالى العثمانى ومع موت زينب (روبي) بنت الكلبى وحبيبة الزئبق يموت الحب والبراءة والطهارة وانتصر الزئبق للشعب المطحون والذى ضحك وكذب عليه الشيخ وصور له أن الزئبق والشطار كفار يجب قتلهم ولكن علي هدد الشيخ وفضحه وأجبره على أن يسب الكلبى والوالى ويمدح الزئبق وأعوانه من الشطار وتنتهى قصة وحدوتة الزئبق مع زينب والكلبى فى معركة قتال وثورة شعب يملك الكنز ويملك على الزئبق المحب الثائر الغيور على موطنه وشعبه وتمتد الحدوتة إلى عصر الملك فاروق والاحتلال الانجليزى فى قصة بشر الكتاتنى أو اللواء مدير الداخلية والذى قدمه محمد سعد فى دور جديد تماماً منذ الجزء الأول وتألق فى الجزء التانى وهو يتلون ويتغير ما بين الشدة والدهاء والحب والرومانسية وكانت قصة حب بشر مع نعمات المطربة و لواحظ الغازية استكمالاً لمفهوم الألهة وإن كان الكاهن غائبًا إلا ان ارهاصات وجود جماعة الإخوان فى السجن مع مصطفى أخو بشر (هيثم أحمد زكي) يؤكد على أن ذلك الثالوث المقدس حين يجتمع لفرعون يستطيع أن يحكم باسم الدين والشرعية الروحية ولكن القوة تظل للشعب الذى يقدر على تغيير الصورة ولو لفترة قصيرة وجيزة كما حدث  مع على الزئبق ...

الفيلم سيناريو متشابك فى ثلاثة أزمنة تاريخية وثلاث قصص للحب والسياسة والسلطة وثلاثة شخوص رئيسية حتشبسوت والزئبق والكتاتنى يمثلن السلطة وثلاثة شخوص إنسانية سنموت المهندس المحب وزينب ابنه الكالبى ونعمات المطربة وثلاثة شخوص تمثل الدهاء والخديعة والشر ما بين الكاهن الفرعونى والكلبى وعبد العزيز (أحمد رزق) الضابط مساعد بشر ... الكنز الذى اكتشفه حسن ابن بشر من لواحظ الغازية هو مقبرة حتشبسوت ولكن الكنز الحقيقى هو مصر التى لا تموت ولا تفنى فى قلب كل محب وعاشق لهذا الوطن .....