عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

أصبحت حياتنا: تكييف فى تكييف فى تكييف!! تكييف فى المسكن. وتكييف فى مكان العمل.. وتكييف فى السيارة   والمطعم.. والمولات.. وزمان كنا نهرب من عملنا ـ فى أخبار اليوم ـ بعد الظهر ونتسلل إلى سينما مترو أو كايرو أو ديانا لننعم بالتكييف فى الحفلات النهارية..  وكان بعضنا يهرب إلى التكييف.. وليس ليشاهد فيلماً جديداً.

الآن يجبرنا هذا الجو الرهيب والرطوبة العالية على اللجوء الى الأماكن المغلقة لننعم بالتكييف.. حتى دور السينما الصيفية وكانت الأفضل فى شهور الصيف كانت تجذبنا ـ فهى بلا سقف.. وكان أفضلها ما يتواجد على شط النيل حيث المساحات الواسعة جيدة التهوية أو فى جزيرة منيل الروضة.. وكانت دور السينما الصيفية ـ فى وسط البلد ـ تجذبنا بتقديم وجبات غذائية خفيفة مع مياه غازية طيبة ومثلجة.. بأسعار مقبولة.. حتى زجاجة البيرة «المشبرة» كان سعرها 7 قروش!!

< وكانت="" محلات="" عصير="" القصب="" هى="" الأكثر="" شهرة="" بسبب="" أسعارها،="" إذ="" كان="" «الشوب»="" أو="" الكوب="" الكبير="" بقرش="" صاغ="" واحد.="" وكذلك="" شوب="" عصير="" الليمون="" ولو="" كنت ="" فى="" كازينو="" الجزيرة="" على="" شط="" المنيل="" فإن="" شوب="" هذا="" العصير="" كان="" سعره="" قرشا="" ونصف="">

الآن  لم يعد لا هذا ولا ذاك يفى بالغرض.. فقد زادت حرارة الجو..  والتهبت. ولم يعد يكفى أن تبحث عن «شقة بحري» أو تطل على النيل.. بدليل أن كل شقق النيل الآن باتت تحتلها أجهزة التكييف.. وبذلك تساوت شقق وسط أو داخل المدينة مع شقق تطل على شط النيل.. أو على الحدائق وغيرها.

<  وإذا="" كانت="" وزارة="" الكهرباء="" تحصل="" على="" مقابل="" الاستهلاك="" الذى="" التهب="" هو="" أيضاً="" بسبب="" متوسطات="" استهلاك="" أجهزة="" التكييف="" فلم="" يعد="" المسكن="" يستهلك="" 25٪="" من="" دخل="" الفرد..="" بل="" قفزت="" هذه="" النسبة="" الى="" نصف="" موارد="" الأسرة="" المتوسطة..="" والسبب:="" فواتير="">

ونعود إلى جو هذا الزمان.. هل زادت الحرارة لأسباب نعرف بعضها ونجهل أكثرها.. أم «وهن العظم منا» ولم تعد أجسامنا تتحمل هذه الحرارة المرتفعة.

< وإذا="" كنا="" زمان="" نكتفى="" بماء="" القلل="" المطعم="" بماء="" الورد="" من="" القلة="" التى="" تتواجد="" فى="" كل="" نوافذنا="" لتلتقط="" أى="" نسمة="" باردة..="" فإن="" كل="" مياه="" الثلاجات="" لا="" تكفى="" الآن="" لإطفاء="">

لقد وهن العظم منا فعلاً.. وتخففنا حتى من أى ملابس تصلح لهذا الجو الحار.. وكان أقصى ما نرتديه زمان الفانلة الحمالة الجيل.. والقميص اللينوه أو حتى البوبلين القطن..

وتخيلوا أننى أستيقظ كل صباح وأنا غارق فى العرق.. رغم أن جهاز التكييف يعمل ويعوى طول المساء.

تري: ماذا نعمل.. وهل فعلاً عينا الآن أن نعيش فى غرف زجاجية فيميه والمستفيد الأول هو الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء.. ووزارته؟!