رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

 

 

 

فى تقرير سابق لليونيسيف تحت عنوان التعليم تحت النار والذى يعطى صورة قاتمة عما آل إليه الوضع التعليمى فى شمال إفريقيا نتيجة الصراعات من منع لأكثر من 13 مليون طفل من تلقى التعليم وهو الأمر الذى لا يؤدى لتحطيم مستقبلهم فقط بل تحطيم مستقبل بلادهم ، وعلى الرغم من أن الاقتصاد المصرى حقق خطوات للأمام وتوافق إلى حد ما مع المعدلات العالمية لكن تطور القطاع الصناعى والمالى لا يزال غير مكتمل فلا تزال مصر مدينة وتابعا للسوق العالمى والتمويل الدولى ، الكثير من الأبحاث والدراسات ربطت ذلك بالإدارة السيئة للاقتصاد والمسئولية عن الركود والتضخم ونمو ظاهرة التهرب الضريبى وضعف الصادرات والمعوقات المؤسسية والبيروقراطية ،صورة محلية لكنها ليست مختلفة عن الموقف الاقتصادى الدولى فى ضوء الخيارات الرأسمالية المحلية وفى ضوء الحروب التجارية التى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وبشكل أساسى على الصين  .نحن ندرك أن الذكاء الاصطناعي غير قادر على رؤية المستقبل لكن لديه القدرة على التنبؤ بنجاح أو فشل التجربة قبل تعميمها مستندا على معطيات تاريخية أهمها أن الراديكالية الإسلامية أيام السادات ومبارك استمدت قوتها من الطبقات الحضارية الدنيا التى تعيش في مدن الصفيح والأحياء الفقيرة في ضواحي القاهرة الكبرى والمدن الإقليمية الفقيرة فى صعيد مصر حيث كان 90% من النشطاء الإسلاميين  فى هذه الفترة من المدن أما فى الفترة التى تلت حكم مبارك فقد وصلت هذه النسبة 30% والباقى وهو 70% من المناطق الريفية ومن مدن الصفيح والأحياء وأن نسبة المكون الشبابى  لسن تحت 25 سنة  وصلت إلى  70% من النشطاء المسلمين بعد أن كانت 30% خلال فترة السادات ومبارك وهو ما يعكس بدرجة كبيرة أن التطرف الإسلامى أصبح أكثر بروليتارية فى تكوينه ولم تعد له إستراتيجية محددة وما حدث مؤخرا أمام معهد الأورام بالقاهرة لهو دليل قاطع على أن الراديكالية الإسلامية أصبحت أكثر عدوانية وعنفا وهو أمر لا يخلو من اليقين بأنه قد حدث تدهور شاسع فى الظروف الاجتماعية وتفاوت أشد بين المترفين والمعدمين وان اللجوء للعنف فى أحيان بعينها وسيلة يائسة لمن لا يملك بدائل أخرى وعدم توافر البدائل الأخرى أمام هؤلاء يتحمله نظام التعليم المصرى الذى يثبت كل يوم عجزه وتعفنه وعدم قدرته على إحداث الترقى الاجتماعى العادل داخل المجتمع وفتح المجال للجميع لتولى المناصب العليا مستندا على نظام تعليمى قوى وهذا ما وضحه القرآن الكريم عندما اصطفى الله سبحانه وتعالى طالوت على بنى إسرائيل بفضل قوته العلمية والصحية والجسدية فما كان من هذا المجتمع إلا لفظه لأنهم رأوا انهم أحق منه لأنه لا يمتلك النسب ولا الحسب ولا المال ...هكذا وضع الله لنا إستراتيجية بناء الدولة وأحد أهم دعائمها العلم البعيد عن أولاد الذوات أو أولاد الزنا الذين يسعون فى الأرض فسادا هذا التحول المخيف فى الراديكالية الإسلامية لتكون أكثر بروليتارية يسأل عنه نظام التعليم فى مصر الذى أن الأوان أن يكون بداية التطهير حتى يمكننا الانتصار فى معركتنا ضد التطرف من خلال إحداث حلقة من الانفصال بين هذه المنظمات الراديكالية وغالبية الشعب خاصة فئة الشباب التى يجب حمايتها من العدم والهدم .مطلوب الآن وقبل أى وقت مضى العمل على تخليص مصر من الفقر الجينى وهو عدم السماح لأولاد الفقراء أن يخرجوا من دائرتهم  مكتفين بأن أقصى حلمهم أن يرثوا آبائهم الفقراء لعل ذلك يمكننا من الاقلاع بنجاح نحو مخطط التنمية المستدامة عسى أن نكون فى مصاف الدول التى تتصف باقتصاد تنافس قوى يحقق أعلى معدلات النمو وباستدامة.

رئيس المنتدى الإستراتيجي للتنمية والسلام