رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

من الآن يتم تسريع الخطى للتقدم نحو تمرير ما أطلق عليه صفقة القرن، فالطاقم الذى يرأسه مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر يعمل جاهدا من أجل ذلك. ويتصاعد الحراك الأمريكى للإعلان عن الصفقة قبيل موعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية المقرر انعقادها فى السابع عشر من سبتمبر القادم، إمعانا فى دعم نتنياهو ليفوز بفترة رئاسية جديدة، ولكى تكون الصفقة أيضا بمثابة برنامج انتخابى للرئيس ترامب على أمل الفوز بولاية رئاسية ثانية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية التى تعقد فى العام القادم. مصادر سياسية تحدثت عن أن من بين مضامين الصفقة أنها تقضى بإقامة علاقة بين الأردن والكيان الفلسطينى فى مساحة معينة من الضفة الغربية، بما يعنى ضمها للمملكة الأردنية بشكل يعيد إلى الأذهان الواقع الذى كان سائدا قبل احتلال 67 عندما كانت السيطرة الأردنية قائمة على الضفة الغربية، وبالمثل بالنسبة لمصر كى يؤخذ فى الاعتبار العلاقة المماثلة بين غزة ومصر، حيث ما زالت هناك محاولات للترويج لمسألة التمدد الفلسطينى باتجاه شبه جزيرة سيناء.

ولهذا فإن اللقاء الذى تم بين عاهل الأردن الملك عبدالله الثانى والرئيس الفلسطينى محمود عباس فى 24 يوليو الماضى جاء ليعكس مخاوف الطرفين من الجزء السياسى للصفقة، فكلاهما يخشى من أن تتضمن الصفقة  فكرة تحويل الأردن إلى دولة للفلسطينيين تحت مسميات مختلفة، فالخطة ترمى إلى منح المواطنة الأردنية لسكان الضفة، وهى الفكرة التى كان نتنياهو قد طرحها قبل سنوات ورفضها الملك عبدالله بل وحذر من مخاطرها حيث إنها ستفجر الأمور. لهذا تعمد كل من الأردن والفلسطينيين إلى تنسيق المواقف من أجل اتخاذ خطوات من شأنها أن تردع أى حل سياسى غير مرتكز على قرارات الشرعية الدولية.

استبقت إسرائيل الإعلان عن الصفقة، فعمدت إلى تنفيذ العديد من المشاريع الاستيطانية فى هجمة شرسة تتضمن بناء عشرات آلاف الوحدات السكنية فى القدس الشرقية المحتلة، وتم ذلك بتنسيق بين مكتب نتنياهو والبيت الأبيض، حيث يتم تقديم الدعم الأمريكى الكامل لكل ما تضطلع به إسرائيل على غرار ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال مؤخرا، عندما قامت بهدم مائة شقة سكنية للفلسطينيين فى بلدة صور بالقدس. وجاء هذا بعد أن أعلنت أن البلدة منطقة عسكرية مغلقة يحظر الدخول إليها. وتم هذا فى اطار استراتيجية جديدة للهدم باتت تتبناها سلطات الاحتلال. الجدير بالذكر أن عمليات الهدم هذه تأتى استكمالا لمخطط تهويد القدس من خلال تغيير الديموجرافيا فى المدينة، كما تأتى فى اطار مخطط فصل القدس عن محيطها وازاحة المدينة عن طاولة المفاوضات. أما ما ساعد إسرائيل على أن تمضى قدما فى مخطط تهويد المدينة، فهو ما يمر به العالم العربى من أزمات بحيث بعدت القضية الفلسطينية عن دائرة الاهتمام. هذا بالإضافة إلى الانقسام الحادث فى الصف الفلسطينى، والذى شجع إسرائيل على المضى قدما فى تنفيذ كل مخططاتها. وهذا ما صرح به نتنياهو قائلا:(إننى اعتبر الانقسام فى الساحة الفلسطينية مصلحة استراتيجية لإسرائيل). وصدق فيما قال فلقد أعطى الانقسام الفلسطينى قوة دفع للكيان الغاصب وفتح أمامه الأبواب على مصاريعها لتنفيذ كل ما كان يحلم به.