رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل ذو بصيرة يعلم أنه مهما أعلنت إسرائيل رسمياً الحياد فى الحرب السورية، فإن إسرائيل ستظل العدو الأول لسوريا، فالوقائع على الأرض من الأشهر الأولى تطرح تساؤلات عن الدور المبكر لإسرائيل فى محاولة التأثير فى الأحداث.. ولقد شكل استهداف جماعات مسلحة قواعد للرادارات وطيارين عسكريين وقواعد صواريخ استراتيجية علامة استفهام كبيرة تحت عنوان لمصلحة مَن؟ يحدث هذا، ولاحقاً ظهر الدور الإسرائيلى بشكل أكبر فى نسج علاقات مع جماعات مسلحة فى الجنوب السورى، قدمت لها الدعم واستقبلت جرحاها فى المستشفيات الإسرائيلية، كما تحدثت تقارير عن مشاركة إسرائيلية فى غرفة عمليات الموك فى الأردن بهدف إسقاط النظام. ولم يقتصر التأثير الإسرائيلى الميدانى على هذا الجانب إنما تطور ليصبح مباشراً عبر الغارات الإسرائيلية المتكررة على أهداف داخل سوريا. وشكل تواصل شخصيات من المحسوبة على المعارضة السورية علناً مع إسرائيل وزياراتهم إلى تل أبيب صدمة للشارع السورى، بينما طرح اجتماع القدس بين إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة، أكثر من تساؤل عن الدور الإسرائيلى الراهن فى مسار الأحداث فى سوريا. ويشير دور إسرائيل فى الحرب الأهلية السورية إلى صراع إسرائيل وإيران بالوكالة خلال الحرب الأهلية، وهذا يؤكد أن الموقف الإسرائيلى الرسمى المعلن والمدعى الحياد فى الصراع أكذوبة وتطوّر الحرب فى سوريا، أدّى إلى تدخّل عسكرى واضح فى الحرب الأهلية السورية، مرة يكون باستهداف مباشر، وأخرى بتقديم دعم وحماية لفصائل وجماعات تنشط عسكريًا فى سوريا. ولقد دفعت إسرائيل، منذ عام 2013، رواتب لعدة آلاف من المقاتلين خلال الحرب ضد سوريا، بمعدل 75 دولاراً فى الشهر. وقدمت أسلحة عبر ثلاث نقاط تفتيش على طول خط الحدود منذ أغسطس 2014. وضاعفت هذه المعونة العسكرية بمساعدات إنسانية. وفى الواقع بدأ دعم الإرهابيين ضد سوريا، قبل بداية الأحداث، لذلك تقدمت الولايات المتحدة وروسيا يونيو 2016، بمشروع قرار إلى مجلس الأمن، لحث إسرائيل على التوقف عن دعم القاعدة، وإعادة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك؛ لكن للأسف البنتاجون عارض فى اللحظات الأخيرة مشروع القرار. والجميع يعلم أن إسرائيل قدمت الرعاية الطبية لأكثر من 3000 من مقاتلى القاعدة وعائلاتهم، فى مركز زيف الطبى، حيث تم تصوير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وهو يهنئ ضباطهم. ومن المعروف أن القوات الإسرائيلية كانت تستعد لسيناريوهات أسوأ فى الجولان عند بداية الحرب السورية، خاصة أن هذه المنطقة تمثل أفضل ساحة للمناورات القتالية والمعارك الاستراتيجية. وتسعى إسرائيل دوما إلى إغواء السكان المحليين فى سوريا من خلال استغلال الوضع المتردى، لتقديم المساعدات والأغذية للسكان المحليين الذين يمكن أن تعول عليهم إسرائيل إذا نجحت فى كسبهم إلى جانبها. وتطلق النخبة العسكرية فى إسرائيل مصطلحات رمزية للإشارة إلى الأطراف المتدخلة فى الحرب السورية، فبينما تطلق على المجموعات الصغيرة من مقاتلى المعارضة فى الجنوب السورى «الظلال السوداء الخمسون»، و«الأسود» فى إشارة إلى تنظيم الدولة والجماعات التابعة له، فى حين تطلق على المعارضة السورية الأكثر اعتدالاً «المتمردون». ولقد نفذت إسرائيل عملية إخلاء ما يسمى «الخوذ البيضاء» من سوريا، وأخذت إسرائيل دور «دولة العبور». و«الخوذ البيضاء» لم يمكثوا فى إسرائيل بل تم نقلهم إلى مكان ما فى الأردن. وفى الوقت نفسه، فإن نصف العدد المعلن من «الخوذ» لم يصل إلى إسرائيل» أو بالأحرى، إلى الأسلاك الشائكة فى المواقع المتقدمة لجيش الدفاع الإسرائيلى فى الجولان» اختفوا بأعجوبة فى الجبال. واستغلت إسرائيل بمهارة الوضع «لإزالة الآثار» ورائها فى الاتجاه السورى. والمثير للريبة أن «الخوذ البيضاء» عبروا أراضى إسرائيل بناء على طلب شخصى من ترامب، ومن بينهم اثنان من قادة «لواء فرسان الجولان» الميدانيين.. وقادة ميدانيين من ألوية «سيف الشام» القريبة من تنظيم الدولة، ومن جيش الأبابيل. لقد تم تجنيد هؤلاء الملتحين من قبل الاستخبارات الإسرائيلية منذ عدة سنوات وقاموا بتنسيق أنشطتهم فى الجولان مع الجيش الإسرائيلى، وقبل مغادرتهم الجولان إلى إسرائيل، فجر هؤلاء العملاء مخازن الأسلحة ومن شبه المؤكد أنهم حرقوا كل الوثائق التى تؤكد ارتباطهم بالموساد والجيش الإسرائيلى. ومع ذلك، فلم ينجح أحد فى إزالة كل آثار الارتباطات من قبل، وبالتالى فسيحصل السوريون، فى يوم ما على الكثير من المعلومات المثيرة للاهتمام حول المشاركة الحقيقية لإسرائيل فى الصراع داخل سوريا.