عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

كان يتعين على أوروبا خاصة المجموعة الثلاثية التى تضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا أن تعمل جاهدة على إنقاذ الاتفاق النووى الذى أبرم بين إيران ومجموعة 5 + 1 فى يوليو 2015 بعد أن استهدفه ترامب فى مقتل بانسحابه منه ومطالبته بمعالجة ما أسماه بالعيوب الكارثية التى يتضمنها.

عجزت أوروبا عن تبنى آلية إنقاذ للاتفاق، وغاب عنها أن انسحاب أمريكا منه كان بمثابة إعلان فورى بموته إكلينيكياً ونتج عنه انعدام اليقين حول مصيره.

غاب عن أوروبا أن العقوبات الأمريكية التى فرضت جزافاً على إيران قد تشكل عامل ضغط قهرى يدفعها لتفريغ الاتفاق من محتواه.

ولهذا كان على أوروبا إصلاح الخلل ووضع خطة تشمل إجراءات قصيرة ومتوسطة لتطوير التجارة مع إيران. ولكن وللأسف عجزت أوروبا عن تبنى آلية لإنقاذ الاتفاق من الموت السريرى الذى حل به، حيث إن المنافع الاقتصادية التى تجنيها إيران منه ستتقلص، وبالتالى ستتلاشى حوافز إيران للبقاء فيه لا سيما وقد أوضحت منذ البداية تصميمها على الرد إذا أعادت أمريكا فرض العقوبات عليها.

لم تتبنَ أوروبا آلية إنقاذ وعلى النقيض تبنت موقفاً مائعاً طغى عليه محاولة إرضاء ترامب بدلاً من إصرارها على ضرورة التزام واشنطن الكامل بما وقعت عليه فى يوليو 2015.

وعلى حين ظهرت أمريكا فى عهد ترامب اليوم كزئبقية فلقد أثبتت أوروبا عجزها، وبالتالى بات من المتعذر الركون إليها وهو ما قد يؤدى إلى أن يموت الاتفاق النووى موتاً بطيئاً. ولو أن أوروبا أرادت الصالح لعمدت إلى تجاهل الموقف الأمريكى وشرعت فى تبنى وسيلة للحفاظ على بقاء إيران فى الاتفاق بأن تسارع بتقديم رزمة تعاون اقتصادى ذات مكونات قصيرة ومتوسطة الأمد مع إيران بالشكل الذى يضمن استمرار إيران بالاتفاق النووى واتخاذ إجراءات جدية لإصلاح مؤسساتها المالية وخفض حدة التصعيد فى المنطقة.

ولا شك أن ترامب قد سدد ضربة قاصمة للاتفاق عندما انسحب منه وكان يمكن للمجموعة الثلاثية الأوروبية أن تتدخل وتحول دون أن تكون هذه الضربة مميتة. ولكن للأسف لم تستطع أوروبا مواجهة التحدى لإبقاء الاتفاق النووى على قيد الحياة وإفشال محاولة ترامب لوأده. لا سيما وأن ما قدمته إيران من تنازلات كان يستحق من أوروبا بذل المزيد من الجهد لتفادى موته، فلقد كان بمقدور أوروبا وضع خطة لإبقاء إيران فى الاتفاق تشمل إجراءات قصيرة ومتوسطة لتطوير التجارة مع طهران، لا سيما وقد تشبثت إيران بالاتفاق منذ توقيعه، وبالتالى فإن أى مساس به سيكون كفيلا بأن يجعلها فى حل منه بحيث تعود إلى القدرات النووية التى كانت لها قبل توقيعه، فتعود إلى زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم ورفع مستواه إلى 20%، وزيادة أجهزة الطرد المركزى بل والانسحاب من معاهدة حظر الأسلحة النووية مما قد يفاقم الاضطرابات الإقليمية.

أما الدعوة لتوسيع التفاوض ليشمل القدرات الصاروخية فستعد سابقة فى تاريخ الاتفاقات الدولية، بل وستمنع دولة مثل كوريا الشمالية من السير فى الطريق الذى سارت فيه إيران، وستدفع دولاً أخرى نحو عدم الثقة فى الأمم المتحدة ومؤسساتها خاصة مجلس الأمن. الأمر الذى سيجعل الاتفاق أقرب إلى أن يكون مجمداً.