رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

المقاصد السياحية فى مصر لا تعد لا تحصى جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً، وبشكل يفوق كل المقاصد فى العالم، وعندما نعقد مقارنة بين مصر وأى دولة كبرى أو صغرت فى العالم، نظلم بلادنا ذات الحضارات المتعددة على مر التاريخ منذ أن أقام الله الدنيا بأسرها. ورغم ذلك كله نجد بلاد العالم باتت تعتمد اعتماداً كلياً على السياحة فى الدخل القومي، وما زلنا نحن فى مصر نحبو فى هذا الصدد. ورغم أن كل المقومات السياحية موجودة فى مصر، ورغم أن التاريخ المصرى كله شاهد على أن مصر لو تم استغلالها سياحياً بشكل صحيح ستكون أغنى دولة فى العالم.

لا أحد ينكر أن هناك مؤامرات شديدة ضد البلاد، بهدف إفشال أى مشروع سياحى ناجح، ونعلم أيضاً أن هذا مقصود فى إطار الحرب الشرسة ضد البلاد، ونعلم أيضاً أن الإرهاب طارد لأى عمل سياحى ناجح.. لكن  هل  نضع أيدينا على خدودنا ونقف متفرجين على كل هذه المهازل التى تحدث؟!.. بالطبع لا، ويكفى أن مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تخوض الحرب ضد الإرهاب، وتسعى بكل السبل إلى إفشال كل المخططات والمؤامرات، وخلال السنوات الخمس الماضية حققت نجاحاً بالغاً ومبهراً فى التصدى ومكافحة الإرهاب وأعمال التطرف بكل صورها وأشكالها المختلفة. وباتت مصر تتمتع بحالة استقرار أمنى وسياسى واقتصادى واجتماعي، بشكل أذهل الدنيا كلها. وبما أن الدولة المصرية قد نجحت بعد ثورة 30 يونية فى تحقيق هذا الانتصار المبهر، لابد أن تعود آثاره فى التسويق السياحى، وهذا يحتاج إلى برامج ترويجية وتنشيطية لتشجيع السياحة للراغبين فى الداخل أو الخارج.

هل القائمون على شئون السياحة فى مصر غيروا من نظامهم القديم فى الترويج  للسياحة؟!.. وهل  صدروا صورة مصر الجديدة فى ظل المشروع الوطنى الجديد للخارج؟!.. وهل استبدلوا الخطط القديمة البالية لديهم للجلب السياحي؟!.. لا أكون مبالغاً إذا قلت إن الأوضاع بشأن الترويج السياحى فى حاجة شديدة وماسة إلى  التغيير وفى أسرع وقت، فلا القائمون على شئون السياحة لجذب الأفواج من الخارج فعلوا شيئاً، ولا وضعوا البرامج لتنظيم قيام المصريين بالتعرف على معالم بلادهم.. والذى يحدث بالفعل هو عشوائية بشعة فى هذا الملف، اللهم إلا بعض رجال الأعمال والذى يعنيهم بالدرجة الأولى هو تحقيق المزيد من المكاسب لأنفسهم فقط.

فى زيارتى الأخيرة إلى لندن للتعرف على بعض الملامح السياحية لهذا البلد، وجدت أفواجاً من كل بلاد الدنيا تقصد بعض الأماكن وبمقارنتها ببلد مثل مصر، لا تساوى صفراً فى معالمها، لكن الفرق واضح فى  الزحام الشديد على مقصد سياحى حديث فى لندن، لا يستحق المقارنة بأى مقصد سياحى فى مصر، ولا تجد أحداً يقصده سواء من الداخل أو الخارج!

السبب فى هذا الأمر شيء بسيط جداً، هو أن هناك برامج وخططا تجذب السياح، ولا تجدها فى مصر، وهناك متخصصون فى هذا الشأن لديهم القدرة على جذب السائحين، ونفتقدها فى بلادنا.. وهناك تنظيم للشأن السياحي، ونحن محرومون منها.. وهناك وهناك وهناك.

فى المشروع الوطنى الجديد لمصر بعد ثورة 30 يونية، لا بد من الثورة الحقيقية على الملف السياحى البالى الذى تتعامل به مصر منذ ما يزيد على خمسة عقود زمنية، ولم يعد صالحاً الآن فى عام 2019. وبعد النهضة الشديدة الواسعة التى تشهدها البلاد  حالياً.. نحن فى حاجة ضرورية إلى  نسف منظومة الروتين والبيروقراطية التى تتعامل بها مع الملف السياحي، لأن نجاح الجذب السياحى إلى مصر وهى تستحق هذا وبجدارة لمعالمها السياحية، يدر على البلاد الخير الوفير ويوفر فرص العمل الواسعة، وحان الآن أن نفيق من هذه الغفلة فيما يتعلق بملف السياحة فى مصر.

«وللحديث بقية»