عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

 

عندما استضافت مصر البطولة الأفريقية الأخيرة - التى وصل فيها محاربو الصحراء إلى المباراة النهائية التى ستقام غدا ضد منتخب السنغال- كان المصريون يستبشرون خيراً بأن بالإمكان مع وجود لاعبين عالميين مصريين يمكننا الفوز بالبطولة، خصوصا بعد أن أصبح المصرى محمد صلاح أحد أهم لاعبى العالم.

ومع التنظيم المبهر شعر المصريون بأن حلمهم فى البطولة يكاد يكون قريب المنال، فالتمست أفئدتهم هذا الأمل ربما يكون سببا فى فرح يرفع الروح الوطنية ويقدم للعالم صورة جميلة عن مصر كبطلة مرة أخرى لإفريقيا، حيث حازت اللقب الإفريقى ٧ مرات، وكنا نمنى أنفسنا بالثامنة، لولا الفاشل الذى تعاقد معه الاتحاد (أجيرى أو أخيرى فى الحقيقة) وخطايا عدد من الأعضاء، والتى أضاعت الحلم، ومن قبله أتعستنا أثناء بطولة كأس العالم، أيام كوبر لا أعادها الله، وهو لا يختلف كثيراً عن «أخيرى» هذا، بل هما متشابهان كثيراً، خصوصاً وأنه مما تواتر من اتهامات، فإن كلا منهما أقرَّ بتقاضى أجور ليست مطابقة للعقود التى وقعوها!

ويبدو أن «أخيرى» هذا فضح المستور عندما قال إنه يتقاضى مبلغا محددا، لكن عقده مع اتحاد الكرة ينص على أن هناك حصة من العقد تذهب إلى جيوب البعض! وهناك فضائح زكمت الأنوف بخصوص حقوق الرعاية والإعلانات، مما سيتكشف خلال التحقيقات التى تجريها النيابة. فى تقديرى أن اللاعبين المصريين ليسوا سيئين، ولكن المدرب الفاشل ومنظومة الاتحاد الفاشلة هى التى كسرت قلوب المصريين الذين تعلقوا باللاعبين وتضرعوا إلى الله أن يوفقهم فى تحقيق الحلم! لكن مع الأسف لم يكن المنتخب أيضا يضم أفضل لاعبى مصر، بشهادة نتائج مباريات الدورى العام، ورغم أن الأندية المصرية تمتلك غالبا خط وسط قويًا جدا، إلا أن خط وسط المنتخب كان مفككا ولا يقوم بالتخديم على خط الهجوم كما ينبغى، بل ولا يقوم بواجباته الدفاعية كما ينبغى وهذه مشاهدات المصريين وليست مجرد كلمات أطلقها المحللون.

وليس صحيحا أن حكاية «وردة» ومثيلاتها من حكايات سبب فى إحداث هذا الانكسار، فكل فرق العالم يقيم لاعبوها علاقات حميمة سواء داخل إطار الزواج أو خارجه، ومنهم من يلعبون الورق أو يسهرون سهرات حمراء، لكن هذا لا يؤثر عليهم،وحينما يحدث فإن الأندية المنضبطة تعاقب لاعبيها إذا اهتز مستواهم وتبعدهم تماما وبالتالى هناك من يقتلون موهبتهم بأنفسهم أو يلتزمون بالانضباط التزاما عاليا، مع نيلهم شيئاً من الترفيه. وتفرض المنتخبات الوطنية على لاعبيها سياجا حريريا يمنعهم من الانزلاق والزلاَّت ويحميهم السقوط، لكن هذا لم يحدث فى منتخبنا، منذ أيام المدرب الوطنى المرموق حسن شحاتة.

كان التسيب سمة أساسية فى معسكر لاعبينا فى كأس العالم، فكان طبيعيا مع اختلال المنظومة كلها أن يحدث ما حدث (مدرب فاشل وصراعات وفساد فى العقود الخ) وللأسف استمر الخلل فى المنظومة ولم يعالج ولم يحاسب أحد حتى اختيار مدرب مثل أخيرى هذا.

اللاعبون- خصوصاً محمد صلاح الذى يعرف بالتفانى والإخلاص- لا يسألون عن سوء اختيارات المدرب ولا عن فساد بعض أعضاء الاتحاد ولا عن الصفقات تحت الطاولة وإنما هى المنظومة المختلة كلياً.ولذلك نتمنى أن تكسر التحقيقات قلوبهم كما كسروا قلوب المصريين.