رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

هذه شهادة للتاريخ.. ثورة 30 يونيو كانت الحد الفاصل بين أمرين: إما وطن أو لا وطن.. الرئيس يعرف ذلك جدًا، ويهنئ المصريين به، ولا يعرف أحد قدر الامتنان الذى يكنه للشعب.. الشعب أيضًا يهنئ الرئيس ولا يعرف كيف يرد الجميل للرئيس.. شاهدته عدة مرات يؤدى التحية للشعب.. كان يشكره، لأنه سانده ونصره، ووقف بكل ما يملك خلف الرئيس والجيش.

والأمر هنا يتوقف على حجم الخطر الذى واجه الوطن.. وربما لهذا السبب قال الرئيس إن ثورة الثلاثين من يونيو من أعظم أيام تاريخ مصر الحديث.. فما معنى هذا؟.. هل هى أهم من ثورة 52؟.. وهل هى أهم من ثورة 25 يناير؟.. أقول كلامًا لم يقله الرئيس.. خطورة 30 يونيو أنها لم تكن ضد فساد الحكم.. الفساد مقدور عليه، أما ضياع الوطن فلا يقدر عليه أحد.

ودعنى أقول لك إن ثورة 25 يناير كانت من أنبل الثورات لكنها كانت أسهل.. فالرئيس الموجود فى الاتحادية ليس وراءه جماعة، وليس فى تفكيره أن يحرض الجيش ضد الشعب.. لأنه يعرف عقيدة الجيش أصلًا.. فلما تأكد أن الشعب خرج تنحى وترك الحكم.. أما ثورة 30 يونيو فكانت صعبة جدًا، صحيح أنها تصحيح لثورة، لكنها كانت «رهيبة» فى تداعياتها حتى الآن.

ولا أخفى عليكم أننى كنت أتخيل أن الأمر قد يستدعى عدة أسابيع لتامين الثورة والسلام.. ولكننى فوجئت بمن يقول : «لسه شوية».. فالقصة ليست فى عزل مرسى.. القصة فيما بعده.. وهذا هو الفرق.. حين سقط مبارك انتهى الأمر بعد إيداعه السجن.. أما مرسى فلا، وظل يتحدث عن «الشرعية» حتى لفظ أنفاسه الأخيرة سواء «إيمانًا» بها أو «خوفًا» من جماعته.

«مبارك» كان وراءه حزب سياسى تخلى عنه أمام الثورة.. مرسى وراءه جماعة تنصره ظالمًا ومظلومًا، وتحرق البلاد بعده.. لأنه «المشروع» الذى كانوا يحلمون به.. وبالتالى حين يقول الرئيس إن 30 يونيو يوم من أعظم الأيام، فهو على حق فعلًا.. ولا يعنى أنه يقدمها على 25 يناير، ولكن يعنى أن هناك خطرًا يمكن التعامل معه، وهناك خطر قد يمزق الوطن؟

اليوم ليس يومًاعاديًا فى حياة المصريين، ولكنه كاشف عن جبروت هذا الشعب.. لم يصدق أحد أن يثور الشعب مرتين.. الإخوان أنفسهم كانوا يعرفون هذا، وكانوا يؤمنون بأن الشعب لا يثور إلا كل عدة عقود.. وكانوا يريدون أن ينعموا بهذا، وفوجئوا أن الشعب قد أعلن التمرد وخرج فى الموعد المحدد بأضعاف ما خرج فى 25 يناير، وأعلن نهاية دولة المرشد.

وأخيرًا فقد كنا أمام «وطن أو لا وطن».. ومن أجل ذلك يقدم الرئيس التهنئة للشعب البطل فى ذكرى الثورة.. يقول إن ولاءه الأول للوطن.. والانتماء له فوق أى اعتبار، أو مصلحة ضيقة.. وهكذا ضحى الشعب بالدماء ليحافظ على هويته، وقدم الشهداء ليحيا الوطن.. وتحيا مصر.