عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

نحن فى حاجة شديدة إلى إصلاح أحوال التعليم حتى تتحقق النهضة المنشودة، وخير مثال ما قلناه أمس عن أن نهضة محمد على الحديثة كان مفتاحها هو التعليم، كلمة إصلاح المقصود بها التغيير الجذرى القائم على مبادئ تربوية وتخطيط مدروس ورؤية مستقبلية تتوافق مع العصر الذى نعيشه، المهم أن تبدأ عملية حقيقية للتطوير والتحديث قائمة على أسس تضمن استمرارها بعيداً عن التغيرات الشكلية التى تؤدى إلى التأخير وليس التحديث، العملية التعليمية المنشودة ليست معقدة فنياً أو مكلفة مالياً لكن الأمر يحتاج إلى رؤى وأفكار منضبطة تناسب علاج الكوارث الواقعة فى التعليم، الأمر يحتاج إلى جدية حقيقية بعيداً عن الشعارات الرنانة، وكما يقول متخصصون فى هذا الشأن إن الأمر يتطلب شرطين مهمين.

الشرط الأول وهو ما نعانيه جميعاً وهو الإقرار بسوء النظام التعليمى الحالى، والأمر لا يتطلب أنصاف حلول للمشكلات التعليمية، والاعتراف بالمشكلة فى حد ذاته بداية للعلاج، والشرط الثانى هو توافر القيادة التى تقبل تحدى الوضع الراهن وتتوافر لديها الإرادة الحقيقية فى الإصلاح، وهذا متوافر الآن فعلاً فى مصر الحديثة، فالإرادة السياسية فى هذا الشأن تريد فعلاً تحديثاً شاملاً للعملية التعليمية، وتقبل التحدى للوضع الراهن رغم التحديات الكبيرة والموروث القديم الذى يؤمن (بأنه ليس فى الإمكان أحسن مما كان).. الإرادة السياسية متوافرة بالفعل فى ضرورة تطوير العملية التعليمية حتى تتواكب مع التحديات الكبيرة التى تخوضها مصر الحديثة.

تظل نقطة البداية فى إصلاح التعليم هى تغيير السياسات الموروثة القديمة، والدخول عملياً فى مجال الإصلاح الحقيقى وإجراء تغييرات جذرية.. الأغلبية الساحقة من المدارس فى مصر ما زالت قائمة على سياسة التلقين وعدم إعمال العقل، وهذا النمط من التعليم لا يصلح الآن لأنه قائم على الحفظ ويضطر التلميذ إليه، وبمجرد انتهاء الامتحانات كأن التلميذ لم يحصل شيئاً من العلم.. نحن بحاجة إلى المدرسة الحديثة التى تعلم الطفل كيف يفكر وينقد ويفهم ويحلل، وكيف يحل المشكلات، وكيف يعمل فى إطار الفريق المشترك، وكيف يكتسب المهارات الجديدة.

لم يعد الحفظ والتسميع كافياً؛ لأنه يجب أن يصبح الفصل الدراسى معملاً أو مجتمعاً صغيراً يتفاعل فيه الطالب مع زملائه طبقاً لما يقوله العالم الدكتور إبراهيم شحاته فى كتابه الذى يحمل عنوان «وصيتى لبلادى»، ويضاف إلى ذلك ضرورة اندماج الطالب أو التلميذ فى نشاطات خارج الفصل، كالرياضة البدنية أو الفنون والآداب التى تساعد على صقل شخصية الطفل، الأمر يحتاج بالفعل إلى تغيير جذرى فى فلسفة التعليم الحالية، وهذا ما سنناقشه فى الأيام المقبلة.

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد