رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

الهتاف القديم يا زمالك يا مدرسة لعب وفن وهندسة كان جزءاً من تاريخ الكرة المصرية، بالرغم من أن الأهلى كان لفترات طويلة مسيطراً ومهيمناً على الساحة الكروية فى مصر والوطن العربى وإفريقيا، والقضية هنا فى كلمة أو وصف أو صفة «الفن» عندما يلتصق بلعبة كرة القدم وقد يكون ذلك ماضياً عدى وولى عندما كانت الكرة لعبة فى الشارع بالكرة الشراب والنوادى تختار بالموهبة أو المعرفة كما فى البرازيل وأمريكا اللاتينية، والتى دوماً ما تظهر فيها المهارات الفردية، كما حالنا مع النجم العالمى محمد صلاح كظاهرة كروية عالمية فردية وموهبة ودراسة وفريق متكامل للوصول إلى الخشبة، لأن الكرة إجوال، كما هو متعارف وكما هو رصيد دورى أو كأس أو بطولات عالمية دولية..

وموضوع أن الكرة فن أمر مبالغ فيه وإنما هى صنعة وحرفة وموهبة وتدريب، بينما الفنون إبداع وخيال جنون واستشراف لرؤية مستقبلية وتصوير إبداعى جمالى لواقع وصراع بين خير وشر وقوى طبيعية وقدرية، وأيضاً بشر يمتلكهم رغبات وشهوات ونواقص تؤدى إلى تلك الحياة التى نحياها فى صراع طويل يجسده الفن والإبداع فى صورة أو كلمة وموسيقى أو رقصة أو تمثال.

أما اللعبة الكروية فصراعها يقربها من الحرب والتنافس الحى الذى تظهر نتيجته فى دقائق، من ثم تشفى الصدور أو توغرها رغبة فى الانتقام تحت مسمى الرياضة واللعبة الحلوة.

لذا فإن حال الفن فى بلادنا لن تقدر مباريات الكرة على تعويض نقصه وتدنى مستواه وفساد أحواله فالفن الذى تقدمه الشاشه الصغيرة ووسائل التواصل الاجتماعى والإعلام الرقمى هو فن هابط يدمر الهوية المصرية والسلوك والقاموس اللغوى والأخلاقي للشعب المصرى، لأنه يعرض نماذج دراما تمت كتابتها وصياغتها على النهج والمثال التركى والهندى والمكسيكى فى توليفة الكاوبوى ومسلسلات الغموض والإثارة والقاتل والقتيل والأبناء غير الشرعيين والأبناء اللقطاء أو أبناء التبنى والضرب والقتل والخيانة.

أما الكوميديا فهى هزل وكرتون وسذاجة وارتجال كما فى مسرح محمد نجم فى التسعينيات.. لا يوجد عمل درامى له خط العقد والبناء والحدوتة والشخصيات الرئيسية والفرعية ومطرح الرسائل والموتيفات الدرامية فى ضفيرة صراع على مستويات متعددة وحوار ثرى غنى يثير الخيال وأرقى المشاعر والإحساس...

إما إعلانات أفلام العيد السعيد فهى حرب داعش أو حروب رجال المافيا والعصابات فى أمريكا اللاتينية وصور الانفجارات والمطاردات والقنابل والأسلحة والذخيرة مثيرة للغثيان والاشمئزاز لأننا نشعر كما لو أننا فى ساحة حرب وقتال عبثى ساذج مأجور.. أما الإعلانات، فلا حول ولا قوة إلا بالله ويكفى المجلس الأعلى للإعلام انشغاله المستمر ببيع الماضى بدلاً من البناء المستقبل وإلغاء برنامج لا يعنى أنه قد أدى دوره المهيب العظيم فما يحدث من تجاوزات إعلانية وفنية نذير شؤم على مستقبل وطن وشعب وجيل كامل سوف نجنى ثمار زرعنا ونندم على حرثنا بعد فوات الأوان .. والكرة لعبة وصناعة ومهارة وتدريب ودراسة.. لكنها ليست فناً.