عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

أعد يا مولانا. كرر ما قلت. انثر علمك يمينا ويسارا يا أسد السُنة. إرضاع الكبير حديث صحيح؟ مائة بالمئة. لا ينكره إلا منافق. ولا يشكك فيه إلا ضال.

قال مَن تعظّم علمه، والذى يُقدسه البعض كنصف نبى: إن حديث إرضاع الصحابية لرجل ليحرم عليها صحيح، وإن فهمه الثابت هو أن ترضع المرأة الرجل ثديا بفم. لا حياء فى الدين يا سادة. وشرح الرجل الذى ابتكر لنفسه كُنية أبى إسحاق الحوينى مراده قائلا: «إن المرأة لا يمكن أن تكون عصرت صدرها لينزل اللبن فى الإناء لأن هذا ليس رضاعة. لا لغة ولا شرعا ولا عرفا، وإلا فإننا نرضع من البهائم».

لقد خلص الرجل إلى أن إرضاع الكبير رخصة دينية، للسماح للرجال بالدخول على النساء. أمومة صناعية. إرضاع مباشر لا فى إناء أو كوب أو عبوة. أن يلتقم رجل حلمة امرأة لتحرم عليه فيراها وتراه دون أى حرج.

أبو إسحاق الحوينى يرتع. يخرف. ينشر تُرهاته باسم علم الحديث، وما أدراك ما علم الحديث. مَن يُنكره ومَن يحلله، ومَن يعرضه على العقل، فليتبوأ مقعده من النار.

كلام «الحويني» العجيب هز عالما جليلا فى الإمارات هو وسيم يوسف فكرره معلقًا: «هل ترضى هذا الكلام على أمك؟ فكيف ترضاه على أم المؤمنين؟ وكيف تقاتل لإثبات صحة الحديث ولا تقاتل للدفاع عن سمعة الصحابيات؟ اللهم إنى أبرأ إليك من هذا الكلام. وأشهدك أنى لا ارضى هذا الكلام. لا على زوجات نبينا عليه الصلاة والسلام ولا على زوجات الصحابة».

ألم يعد عجيبا أن يخرج هذا الكلام المعيب من مصر بلد الأزهر، ويرد عليه من عالم دين مستنير فى بلاد الخليج؟ انقلبت الآية وصارت بلد الوسطية وكر تعصب وتشدد وخرف. تُركت الساحة لضعاف الألباب فقاتلوا دفاعا عن الخزعبلات وسموا الجهل دينا. تسرسب السلفيون متعطلو العقول إلى حياتنا فنحوا الأزهر جانبا، وأعادوا بعث التخلف، وألبسوه رداء الإسلام. رسموا الشنائع وصبوا الكراهية وأسسوا ديانة مُنفرة لاقت رواجا لدى المُتاجرين بالسماء فنمت وترعرعت.

أى خبل قادتنا إليه السلفية البدوية؟ أى ارتداد وأى نكوص وصل له العقل المسلم فى بلادنا؟ كيف أحلنا طه حسين إلى التقاعد، ومددنا صلاحيات أبى إسحاق الحوينى بلا حدود؟ هل حقا أخرج هذا البلد من قبل أحمد أمين، ومحمد الغزالى، وعبد المتعال الصعيدى، ومحمد عبده؟

الغريب فى الأمر أن تتوالى تغريدات «الحوينى» ليصور نفسه إماما للمُتقين ومجددا للإسلام فيقول فى إحداها : « ما أصعب مهمة الذى يسعى لهداية الناس فى زماننا».

يسوق الرجل ومَن أسموا أنفسهم علماء الحديث الناس قطعانا نحو الخرف. حديث الذبابة من صحيح الدين فلا تفكر فيه ولا تشكك. حديث رجم القرد الزانى فى البخارى فلا تفتح فمك. حديث سحر النبى عليه الصلاة والسلام صحيح ولا يمكن رده. إن كل هذه المنفرات مرويات مقدسة عند عبدة السلف. وهؤلاء لا يفكرون ولا يتدبرون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا. .والله أعلم.

[email protected]