رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

فى هدوء تام عاش سنواته الأخيرة، وفى هدوء أشد رحل  عن حياتنا.. رغم أنه عاش بيننا وتجاوز عمره التسعين عاماً، وأمس رأيت نعى رحيله فى الزميلة الأهرام.

اسمه بالكامل فائق فريد فرج الله.. واسم الشهرة د. فا ئق فريد. وهو فى نظرى آخر جيل الأساتذة الكبار فى عالم الكهرباء المصريين، وكان أستاذاً طوال عمره بكلية الهندسة جامعة عين شمس.. وهو  من هذا الجيل الذى وضع أساس الكهرباء فى مصر  من بدايات منتصف القرن الماضى. وضم الدكتور محمود القشيرى ـ عميدهم ـ ورئيس هيئة كهرباء مصر ود. عباس زعزوع. ود. محمد عبدالنبى وم. صلاح الشاذلى.. وكان أصغرهم المهندس أحمد سلطان، بينما  كان المهندس ماهر أباظة رئيساً لإدارة البحوث عندما أنشأ الدكتور عزت سلامة أول وزارة للكهرباء فى مصر فى أوائل الستينيات.. وكان الدكتور فائق فريد أصغرهم فى الجسم.. ولكنه كان أكثرهم حركة ونشاطاً.. ورؤية لأهمية الكهرباء فى تحديث مصر.

< ويومها="" سألت="" الدكتور="" عزت="" سلامة="" لماذا="" نهتم="" بهذا="" الشاب="" صغير="" الجسم="" كثير="" الحركة..="" قال:="" لا ="" تستهين="" بهذا="" الشاب..="" إن="" عقله="" كله="" كهرباء..="" وهو="" يحفظ="" بالكامل="" مسارات="" خطوط="" الكهرباء="" ـ="" بالذات="" فى="" القاهرة="" الكبرى="" ـ="" سواء="" الأرضية="" منها="" أو="" الهوائية..="" وهو="" أول ="" من="" استعان="" بجهاز="" تحديد="" قطع="" الكهرباء..="" وهى="" تحت="" الأسفلت..="" لذلك="" أطلق="" عليه="" «عقل="" كهرباء="" القاهرة»="" بل="" وقال="" لى="" أيضاً="" إنه="" توسط="" عند="" الرئيس="" عبدالناصر="" لكى="" يفرج="" عنه="" إذ="" أمضى="" فى="" المعتقلات="" بسبب="" اتجاهاته="" اليسارية="" سنوات="" عديدة="" من="" عمره..="" واستجاب="" عبدالناصر="" لطلب="" عزت="">

< ومن="" المؤكد="" أن="" عزت="" سلامة="" تعرف="" على="" امكانيات="" الدكتور="" فائق="" فريد="" عندما="" تزاملا="" أستاذين="" بكلية="" الهندسة..="" الأول="" رئيساً="" لقسم="" هندسة="" الانتاج="" قبل="" أن="" يستعين="" به="" د.="" عزيز="" صدقى="" وهو="" ينشئ="" وزارة="" الصناعة="" مع="" د.="" يحيى="" الملا..="" والثانى="" كان="" أستاذاً="" لامعاً="" ـ="" فى="" نفس="" الكلية="" ـ="" للكهرباء.="" وكلفه="" الدكتور="" عزت="" بالإشراف="" الكامل="" على="" شبكة="" الكهرباء="" بالقاهرة="" الكبرى،="" رغم="" أن="" مؤسسة="" توزيع="" الكهرباء="" كانت="" تضم="" أساتذة="" عديدين..="" هم="" رؤساء="" له="" وظيفياً..="" ولكنه="" كان="" الأبرع..="" نقول="" ذلك="" فى="" فترة="" عاشت="" القاهرة="" قبلها="" أحداثا="" من="" الإظلام="" حتى="" سخرنا="" منها="" وأطلقنا="" عليها="" «فار="">

< وكان="" هو="" المنقذ="" للقاهرة="" من="" الظلام.="" ولذلك="" قفز="" سريعاً="" فى="" المناصب="" حتى="" ترأس="" هيئة="" توزيع="" الكهرباء..="" وكرمته="" الدولة="" ومنحته ="" وسام="" الجمهورية="" ووسام="" الفنون..="" ولكنه="" ظل="" محتفظاً="" بعمله="" الذى="" كان="" يعشقه="" وهو="" «أستاذ="" الكهرباء="" بهندسة="" عين="">

ترى: هل من وسيلة لتكريم هؤلاء الأساتذة العظام.. لماذا لا نطلق أسماءهم ـ مثلاً ـ على محطات توليد وتمويل ونقل الكهرباء كما نطلق أسماء الشهداء على الشوارع؟.

أقول ذلك لأننى مرة سألت الدكتور محمد حامد شاكر المرقبى وزير الكهرباء الشهير باسم د. محمد شاكر: هل تعرف الدكتور فائق فريد وفاجأنى بأنه أستاذه.. وأنه دائم الاتصال به والسؤال عنه.

رحم الله د. فائق فريد.