واجه الوطن امتحاناً صعباً ارتبط به حاضره ومستقبله فكان لابد من تعديل المسار ووضع بعض التغييرات التى تواكب المرحلة من اجل ان تسير سفينة الوطن دون أن تعرقلها الصخور وكان على البناء السياسى القائم أن يواكب تلك التغييرات حتى تنجح النخبة الحاكمة فى إصلاح الحاضر وتقديم رؤية واضحة وآمنة للمستقبل.
وهنا ظهرت معادن الرجال وسقطت الأقنعة عن الوجوه الباحثة فقط عن مصالحها دون النظر إلى مصلحة الوطن والحفاظ على صورته فى وقت ينظر فيه العالم إلينا وأخذت تسطر لنفسها اسوأ تاريخ تزعم به أن هذا «مصلحة الوطن » راحت تحاول العودة بنا الى الوراء وتتحدى إرادة «٢٥يناير» فى القضاء على رموز الزمن الفاسد وراحت تتحدى «٣٠يونيو» فى إنهاء الوسائل الرخيصة واستخدام السلع من أجل شراء آراء الناس متحدية فى ذلك ثورتى شعب مصر العظيم.
ولأن الأصول الثابتة ترفع ما فوقها تعامل الوفد قيادةً وأعضاءً ولجانًا مع تلك المرحلة معاملة الكبار ورأى الجميع ان الوقت قد حان لحشد جهود أبناء الوطن للخروج من هذا الامتحان ارتكازاً الى ثوابت وطنية وإصلاحاً لواقع قائم وانطلاقاً الى مستقبل مشرق نريده لهذا الوطن.
لقد وقف الوفد على مسافة واحدة من الجميع وجاهد لتوعية الناس وتعريفهم بمواد التعديلات تاركاً لهم حرية الاختيار ولم يستخدم فى ذلك وسيلة تسىء إليهم ولا الى الوطن ضارباً فى ذلك أروع الأمثلة للتعامل السياسى النزيه.
ويرى الوفد أن إعادة بناء البلد على أسس حديثة واجب وطنى وأساس هذا البناء هو عقد اجتماعى يقوم على الإرادة ان شمس البناء أشرقت فى كل أنحاء الوطن ونزلت تتمشى على افضل شبكة طرق عرفتها مصر وراحت تنشر دفئها فى كل ربوع الوطن بإستصلاح الأراضى وبناء الوحدات والمحطات وحفر الإنفاق والآبار وسيكتمل البناء الأكبر إن شاء الله مع بناء الشخصية الوطنية المتمثلة فى المواطن الشريف الواضع نصب عينيه مصلحة البلد والمنزه عن الفساد والمطامع فلا مجال الان الى العودة الى الوراء مهما حاول البعض عرقلة المسيرة والرجوع بنا الى أيام عفا عليها الزمن.
إن الشعب يسمع ويرى ويعلم أن كل ما أنشييء وكل ما هو تحت الإنشاء هو سبب من اسباب القوة يضاف الى هذا البلد.
رعى الله القائمين على مرحلة البناء والتعمير التى غطت ربوع الوطن..أدام الله على مصر الاستقرار والأمن والأمان.