رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

يفهم معظم الناس المعنى العام من الصوم، وهو الامتناع عن شهوتى البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويطبقونه ومن ثم يستأنفون حياتهم العادية قبل الشهر الكريم، ويظل هذا المعنى راسخا فى أذهانهم لدرجة يصعب معها إقناعهم بالمعنى الحقيقى للصوم إلا وهو التقوى التى عرفها الإمام على بأنها الخوف من الجليل والرضا بالقليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل.

إذن من لم يطبق الشروط الأربعة، لن يحقق التقوى وبالتالى لن يصح صومه، أو على الأقل لن يستفيد من رحمات ومغفرة رمضان، وما يحمله فى طياته من منح ربانية أعظمها ليلة القدر التى تعادل عبادة ثلاثة وثمانين عاماً.

فإذا نظرنا إلى فئات المجتمع التى تتعامل مع أقوات العباد نجد أنها تجد فى الشهر الكريم ضالتها فى استغلال حاجة الناس إلى التوسعة على عيالهم، فيرفعون الأسعار أضعافا مضاعفة، وربما يخرجون الراكد عندهم من البضائع مع لعبة مكشوفة تسمى عروضا رمضانية، والمشترى الغلبان يعرف ذلك جيدا، ولكنه مضطر للتعامل معه تحت وطأة العوز وقلة الحيلة, مكررا ما فعلته المرأة التى انحنت على كومة من القمامة تفتش فيها حتى وجدت دجاجة ميتة فأخذتها وانطلقت لتطهوها وتطعمها صغارها، فتعجب عبد الله ابن المبارك ونادى عليها وقال لها: ماذا تفعلين يا أمة الله؟ وذكرها بالآية "إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ".

فقالت له: يا عبد الله اترك الخلق للخالق فلله تعالى في خلقه شئون، فقال لها ابن المبارك: ناشدتك الله أن تخبريني بأمرك.. فقالت المرأة له: أما وقد أقسمت عليّ بالله.. فلأخبرنَّك.

إن الله قد أحل لنا الميتة، وأنا أرملة فقيرة وأم لأربع بنات ولا يوجد من يكفلنا، وطرقت أبواب الناس فلم أجد للناس قلوبًا رحيمة فخرجت ألتمس عشاء لبناتي اللاتي أحرق لهيب الجوع أكبادهن فرزقني الله هذه الميتة.. أفمجادلني أنت فيها؟.

وفئة أخرى تتعامل مع الجمهور فى المصالح الحكومية، فاذا جاء رمضان أصبحت التكشيرة تصاحب وجهها، وتعطيل أمور الناس ديدنها، والصوت المرتفع سمتها ولا مانع من التلفظ بما لا يليق فى حق العباد وربما رب العباد بزعم الصيام وهو منها براء، فإذا عرض عليه أحدهم رشوة نسى الصيام، وتبدلت أحواله وأنجز العمل فى ثوان معدودة.

إلى الفئات السابقة أقولها صريحة مدوية: "لا تصوموا" فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول فى حديث له: كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، فلن تنالوا البر لأنكم خالفتم تعليم المولى عز وجل، ولم تتحققوا العلة من العبادة الخاصة جدا بين المرء وربه.

[email protected]