رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

عشنا سنوات طويلة نتحدث عن سيناء فى ثلاث مناسبات على مدار العام، ولم نكن نتذكرها فى غير هذه المناسبات، وكنا إذا تحدثنا عنها أو تذكرناها فى أى مناسبة من المناسبات الثلاث، أو فيها كلها، فإننا نفعل ذلك نظرياً فى الغالب!

ففى السادس من أكتوبر من كل عام، نتذكرها ونتحدث عنها، ويبقى الحديث أياماً ثم ينحسر ليختفى، الى أن يستدير العام فيتكرر الحديث على نغمات مختلفة، وهو حديث تظل له فائدة واحدة هى أنه ينعش ذاكرة الجيل الجديد، ويجعله على وعى مطلوب بأن يوماً عظيماً كان قد مر فى تاريخنا، وأنه اليوم الذى حررنا فيه سيناء، وأنه يوم سوف يظل محفوراً فى الذاكرة مهما تعاقبت السنون!

إنه السادس من أكتوبر من عام ١٩٧٣ الذى لا يزال يدرسه الطلاب فى المعاهد العسكرية، لأن المصريين غيروا فيه من نظريات الحرب وقواعدها المتعارف عليها، وحرروا أرضهم بعد احتلال لها دام ست سنوات، وكانت المفارقة أنهم لقنوا العدو درساً فى ست ساعات أيضاً!

وفى العاشر من رمضان تكون المناسبة الثانية، ففى ذلك العام كان اليومان قد اجتمعا فى صباح واحد، وكانت الحرب قد انطلقت فى ٦ اكتوبر الذى وافق ١٠ رمضان، وكانت الثانية ظُهراً يومها هى الموعد الذى خرجت فيه الطائرات تدك حصون الإسرائيليين، وتفتح الطريق أمام القوات على الأرض!

وكان السادات هو صاحب قرار الحرب، الذى حقق النصر، وكان حسنى مبارك هو الذى قاد الطيران، وكان الى جوارهما كل ضابط وكل جندى فى قواتنا المسلحة العظيمة، وكانت حلاوة النصر موزعة على الجميع، بمثل ما كانت مرارة الهزيمة فى كل فم من قبل!

وكانت المناسبة الثالثة هى ٢٥ أبريل، إنه اليوم الذى عاد فيه بالسلام ما لم يرجع بالقتال، ولا يزال السلام استئنافاً للحرب، ولكن بأدوات أخرى!

وفى أيامه الأخيرة عاش السادات يرحمه الله، وهو لا يرجو بلوغ شيء، قدر رجائه أن يمد الله فى عمره الى ٢٥ أبريل ١٩٨٢، وبأى ثمن .. ففى ذلك اليوم انسحبت اسرائيل من باقى الأراضي، لولا أن الرجل كان غائباً عن المناسبة، لأن يد الإرهاب كانت قد سبقت واغتالته فى ذكرى يوم النصر من عام ١٩٨١!

وصباح الأحد افتتح الرئيس السيسى أنفاقاً أربعة تربط سيناء بالدلتا، وكانت هذه هى المرة الأولى التى نتذكر سيناء فى غير المناسبات الثلاث، فنقدم لها عملياً ما يجعلها على صلة بالوطن الأم لا تنقطع!

التحية واجبة الى كل مَنْ وضع حجراً فى الأنفاق الأربعة، ثم الى الرجل الذى أعطى إشارة الافتتاح، فالآن أصبح العبور من شرق القناة الى غربها، أو العكس، لا يستغرق أكثر من ثلث الساعة، وهذا معناه ربط سيناء بالحياة أكثر من ربطها بدلتا النيل!