رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

دائما يكون إرهاب الدول أكثر خطورة من إرهاب الأفراد .. لأن إرهاب الدولة نتائجه كارثية بالمقارنة بإرهاب الأفراد.. والأهم هو أن إرهاب الدول وممارسة البلطجة والعربدة من جانب القوي هو الذي يدفع الضعيف لليأس واللجوء الي العنف كرد فعل طبيعي لإرهاب الدولة.

إذا كان هذا تأثير ارهاب الدولة فما بالنا إذا كانت الدولة في الحالة التي نتحدث عنها هي رئيس مجلس إدارة العالم .. وهي الدولة المسيطرة والمهيمنة علي سياسات عدد كبير من الدول .. وما بالنا إذا كانت البلطجة والعربدة من جانب الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الذين صدعونا بالعدالة، ولا يملون من الحديث عن الارهاب وخطورته علي المجتمع الدولي، ونسوا ان ما يمارسونه هو أبشع أنواع الارهاب والقهر.

المسألة تعدت الكيل بمكيالين .. عربدة واضحة واضطهاد علني من جانب الولايات المتحدة.. يصرخ الجالسون في البيت الابيض ويرفعون أسنة الرماح اذا كان الأمر يتعلق بحاكم عربي مسلم .. أما إذا تعلق الأمر بحاكم آخر فإنهم يغضون الطرف ويلتمسون الاعذار من أجل تبرير الجرائم .

هذا ما حدث ما الفريق عمر البشير.. اتهموه بارتكاب جرائم حرب في دارفور.. وكلها اتهامات لا تستند إلي أي واقع، ولا يوجد ما يؤكد أن الرئيس السوداني هو المسئول عن بعض الجرائم المحدودة التي يتحدثون عنها .. أما الجرائم الموثقة التي ارتكبها المجرمون الصهاينة في غزة فهي أعمال لا تستوجب المساءلة وجاءت دفاعا عن النفس .. روجوا هذا رغم أن حكام اسرائيل هم المعتدون .. استخدموا القنابل العنقودية المحرمة في قتل الأطفال والنساء .. لم يتركوا حرمة الا ارتكبوها .. حتي المساجد وأماكن الاغاثة لم تسلم من ضرباتهم الارهابية .. لم نسمع من أي حاكم أمريكي علي مر العصور أن حكام اسرائيل ارهابيون .. فقط الحكام العرب هم الارهابيون .. فقط البشير هو الارهابي وهو مجرم الحرب الذي يجب ملاحقته أمام الجنائية الدولية .. أما نتنياهو فهو راهب في محراب العدالة وسفير النوايا الحسنة.. إنه الكيل بمكيالين .

إن الظلم والعربدة الدولية لا تولد إلا الكراهية والارهاب .. ولن تستقيم الحياة إلا بالعدل والحق والمساواة.

لقد أعجبني رد الفعل السوداني علي قرار محكمة جوهانسبرج التي أصدرت حكما باحتجاز الرئيس السوداني أثناء مشاركته في القمة المنعقدة هناك بدعوي ملاحقته من المحكمة الجنائية الدولية .. أثلج صدري التصريحات التي خرجت من المسئولين السودانيين خاصة السفير السوداني بالقاهرة والتي وصف فيها قرار المحكمة بأنه منعدم ولا يخص السودان ولا الرئيس السوداني من قريب أو بعيد وأنه - أى القرار -لا يمس شعره في السودان .. انها رباطة جاش وثقة في وقت عصيب .

ولكن تبقي كلمة للرئيس السوداني .. انني علي ثقة بأن السودان يحتاج لرئيس مثلك .. وانك القيادة الأصلح لهذه الدولة الشقيقة .. ولكن نتمني أن يكون ذلك بديمقراطية حقيقية.. فقد انتهي زمن الانتخابات الأحادية الديكورية والتي تغيب فيها المنافسة الحقيقية .. لقد انتهي زمن الانتخابات التي يفوز فيها الرئيس باكتساح ..لابد من مصالحة مع الشعب وتغيير المشهد حتي تكون زعيما بحق..و حتي نطمئن علي السودان الشعب والبلد.