رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

مايحدث الآن يا سادة من الخطوات الأمريكية تجاه إيران لا يخرج على كونه حركة جديدة فى  لعبة النفط الشطرنجى! التى تقع أولا وأخيرا فى خدمة أمريكا والعدو الإسرائيلي على العديد من الأصعدة، فالأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية تُصنِّف إيران كتهديدٍ وجودي لكيانها. ولكن الخوف من إحدى حركات الشطرنج قد تؤدى إلى مواجهة عسكرية تغيّر معالم المنطقة والعالم، مع تفاقم الأزمة بين إيران وأمريكا وربما تتجه الأمور الى السيناريوهات الأكثر سوءاً. فالإجراءات التي فرضها دونالد ترامب على إيران منذ نقضه الاتفاق النووي وصلت تقريباً إلى مرحلة  المواجهة في محاصرة طهران وهى الأكثر شدة في تاريخ العلاقة بين البلدين. إنها الضرب تحت الحزام مما يصعب توقع نهاياتها، خاصة انه فى ظل الإصرار الأمريكي على منع شحنات النفط الإيراني، هناك إرادة إيرانية مقابلة على الاستمرار بتصدير النفط والالتفاف على العقوبات، خاصة فى ظل العديد من التصريحات الصادرة من بكين وموسكو، الرافضة للقرار الأمريكي، كل هذا قد يؤدى الى استخدام القوة العسكرية، خاصة أنه في سياق التحضيرات للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة يتمنى ترامب إحداث إنجاز يتفوق به على سلفه باراك أوباما فيما يخص الملف الإيراني، خاصة أن وزير الخارجية الإيراني أكد أنه إذا لجأت الولايات المتحدة إلى أى إجراء جنوني مغامر فإنهم سيردون على ذلك، وتلا ذلك التصريح مناورات ورسائل عسكرية إيرانية تبدو كأنها تستبق أي مخطط أمريكي، مع العلم أن بعض المسئولين الأمريكيين يرون أنه في حال ضمان ترامب فوزه في انتخابات 2020 وفي حال لم يسقط النظام في إيران فإنه قد يلجأ إلى اتخاذ إجراءات عسكرية للتصدي لطهران، بينما يرى رئيس «معهد أبحاث الأمن القومي» الإسرائيلي، اللواء عاموس يادلين أن الإيرانيين تصرّفوا حتى الآن بصبر استراتيجي، آملين تغيير الإدارة في واشنطن، وكل هذا بالطبع من شأنه رفع التوتر فى المنطقة. على الجانب الآخر هناك من يرى أن الانتخابات الأمريكية ربما تكون المنقذ من الحرب الضروس فى المنطقة من منطلق أن أي توتر عسكري يفتعله ترامب في الخليج قبل موعد الانتخابات الرئاسية سيكون له ارتدادات سلبية على حملته وبالأخص عواقب إغلاق مضيق هرمز على سوق النفط وعلى الدول المصدرة والمستوردة على السواء. وفى الحقيقة إن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية حقّقت نتائج إيجابية على الأرض من خلال التراجُع الإيراني عن بناء القواعد العسكرية في سوريا، وعدم ترميم ما يتمّ استهدافه من مواقع عسكرية وقواعد استراتيجية، كما أن ثمة إبطاء في بناء القدرات الصاروخية الدقيقة من قِبَل حزب الله في لبنان.  وبالطبع الحصار على إيران سيؤثّر على الموارد المالية لها، وانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي برهن على أن أمريكا لا يمكن الوثوق بها، حيث إنها لا تفي بتعهّداتها في المحادثات، وفرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران بمثابة السيف الذي يشهره ترامب لإخضاع النظام الإيراني وجرّه إلى طاولة المفاوضات، وردّ الرئيس الإيراني حسن روحاني بالقول إن المفاوضات مع الولايات المتحدة ممكنة، ولكن بشرط «رفع الضغوط التي تفرضها واشنطن، وإبداء الاحترام».

[email protected]